تعتزم مجموعة من الفعاليات بالجنوب الشرقي عقد الجمع العام التأسيسي لما أسمته هذه الفعاليات ب"الرابطة الإسلامية للصداقة مع اليهود"، واختارت اللجنة التحضيرية للرابطة مدينة "تنغير" مكانا لعقد جمعها العام دون تحديد موعد لذلك، وسيتم خلاله تكريم كمال هشكار مخرج فيلم"تنغير- جيروزاليم". وبرر أصحاب المبادرة هذا الاختيار لما ترمز إليه المدينة من قيم التسامح والتعايش بين مختلف الديانات كما يشهد لها تاريخها بذلك، وأكدت اللجنة التحضيرية أن مبادرتها تستمد شرعيتها من تعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تقوم على التآخي و التسامح بين جميع الديانات، ومن السيرة النبوية المليئة بدروس التعايش و الإحسان إلى معتنقي الديانة اليهودية و كذا من التاريخ المغربي الزاخر بقيم المواطنة و المساواة و التجاور بين مختلف الديانات ومن ضمنها اليهودية دون إقصاء أو عداوة. وأوضحت اللجنة التحضيرية في بلاغ لها، أن إقدامهم على تأسيس رابطة للصداقة بين المسلمين واليهود، جاء ردا على ما وصفوه بظهور أصوات شوفينية لا تؤمن بالاختلاف و التعايش، والتي تريد من الناس أن يكونوا على نمط واحد وعلى دين واحد، ونصبت العداء لمواطنين مغاربة ذنبهم الوحيد أنهم يعتنقون ديانة اليهودية التي كانت من الديانات السباقة إلى شمال إفريقيا، ومن بين هذه الأصوات من دعا يهودا مغاربة للرحيل إلى إسرائيل كما هو الشأن بالنسبة لأندري أزولاي. ووصف مؤسسو " الرابطة الإسلامية للصداقة مع اليهود"، تلك الأصوات بالمضللة والكاذبة المسترزقة بالدين الإسلامي الحنيف البريء من تصرفاتها ومواقفها العنصرية واللامسؤولة، والتي تعطي صورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمين وتشوه بوعي أو من غير وعي تاريخ المغرب وما اتسم به شعبه من قبول للآخر و استعداد للتعايش معه. وأضاف أصحاب المبادرة، إلى مجموعة من الأصوات التي تعالت في الآونة الأخيرة والتي اعتمدت على أساليب التضليل، تسعى إلى الخلط المتعمد بين المفاهيم بهدف اللعب على مشاعر الناس وتجييش عواطفهم ضد كل ما هو يهودي، من خلال الخلط بين الصهيونية كإيديولوجية عنصرية لا تختلف عن القومجية و بين اليهودية كدين سماوي توحيدي يدين به الملايين. واستنكرت اللجنة التحضيرية للرابطة، ما تعرض له كمال هشكار مخرج فيلم"تنغير- جيروزاليم...أصداء من ملاح تنغير"، من تجريح ومحاولة لتبخيس صورته واتهامه بتهم لا أساس لها من الصحة، وهو الأسلوب الذي اعتادت عليه هذه الأصوات الشوفينية، كلما تعلق الأمر بمحاولة لإعادة الثقة بين اليهود وإخوانهم المسلمين، أو محاولة كشف النقاب عن تاريخهم المضيء بالمغرب. ونوهت اللجنة، بما أسموه العمل الجبار الذي قام به هشكار، وأعلن أعضاء اللجنة التحضيرية عن تكريمه خلال الجمع العام التأسيسي، وقالوا بأن هذا العمل يستحق كل التشجيع لكونه سابقة من نوعها ترمي إلى كشف النقاب عن مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، ورد الاعتبار للعنصر اليهودي الذي طبع هذا التاريخ بطابع خاص وفريد، وأنه لم يتجاوز نقل الحقيقة التاريخية للأجيال الصاعدة,وبالتالي واعتبر بيان اللجنة التحضيرية أن الذين يعارضونه "يخشون الحقيقة كما هي والساعين إلى إبقاء هذه المرحلة طي الكتمان والغموض".