ستحتضن مدينة مكناس يوم الإثنين 2 يوليوز ، المؤتمر التأسيسي لمنتدى المدينة الذي سينعقد بقاعة مجلس جهة مكناس تافيلالت، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، وسيعرف المؤتمر مشاركة حوالي 200 مؤتمر من داخل المغرب وخارجه بينهم باحثين وخبراء في مختلف المجالات، وسيتم خلال المؤتمر انتخاب مجلس إداري ومكتب وطني لهذا المنتدى. وحول طبيعة هذا المنتدى، أكد مصطفى المريزق رئيس الوحدة التحضيرية، أنه إطار مدني، منفتح، مستقل، للمساهمة في النهوض بالمدينة. وسيعتمد في وسائل عمله على العمل التطوعي والمبادرة والعمل الجماعي، والتنشيط والإبداع حسب الإمكانيات المتاحة، والتسيير الجماعي والتدبير التشاركي، وإنشاء فرق عمل ولجان مختصة حسب نوع النشاط والفاعلين، وتقديم الخبرات والمعارف والمعلومات، وتأهيل العنصر البشري تكوينا وتأطيرا وتدريبا، وتفعيل أنشطة الحياة المدينية، والمساهمة في الرقي بالمدينة، والانخراط التلقائي لفاعلات وفاعلي المدينة في تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالمنتدى إنجازا وتطبيقا. وحسب الأرضية التأسيسية، فإن منطلق التفكير في تأسيس منتدى خاص بالمدينة هو القلق العام لدى عموم المواطنات والمواطنين بفضاءات عيشهم اليومي، وما أصبحت تفرضه من تعاطي عقلاني مع تنظيم وتدبير مجالات العيش المشترك، وهو ذاك الاهتمام المتزايد لدى المشتغلات والمشتغلين بمجال البحث والدراسة في موضوع المدينة، وما أضحت تتطلبه من اقتراح حلول للعديد من الإشكالات المرتبطة به تاريخيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعمرانيا، وهو كذلك النقاش المحتدم لدى الفاعلات والفاعلين من مختلف مواقع فعلهم بخصوص مدى تلاؤم المشاريع والتدابير والعمليات المؤسساتية الخاصة بتأهيل المدينة وفق ما يقتضيه واقع تطور وتعقد الحياة داخل المدينة ذاتها. وتأتي هذه المبادرة حسب الأرضية، في وقت تواجه المدينة المغربية مشاكل الحكامة والتدبير والديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي السنوات الأخيرة، خاصة في العقدين الأخيرين، شهدت عدة مدن مغربية حالات من عدم الاستقرار والفوضى والتهميش والإقصاء شمل العديد من الفئات الاجتماعية، نتيجة المضاربات العقارية وسماسرة البناء العشوائي وتجار الملك العام. وفي غياب استراتيجية موضوعية وعقلانية للتنمية الحضرية في كل أبعادها، لم تزد السياسات الحكومية المتعاقبة ببرامجها المقاومة للصفيح، وبرامجها المحاربة للإقصاء في الوسط الحضري، وفهمها للتقسيم الترابي والإداري، إلا تدهورا لأوضاع المدن المغربية وسكانها. ويهدف المنتدى، إلى جعل المدينة في قلب الرهانات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المستقبلية، ومواكبة عمل الفاعلين المرتبطين بسياسة المدينة، وتقييم الأوراش المتعلقة بالدينامية الحضرية وأشكال التسيير والتدبير المحليين، وجعل المدينة قطبا مندمجا مع محيطه المحلي والجهوي والوطني والكوني، وضمان تنمية اقتصادية تنطلق من القدرات الذاتية للقوى المحلية و من الموارد التي تتوفر عليها المدينة والجهة والبلاد، واعتبار الحكامة الجيدة والديمقراطية المحلية مسألة حيوية وخيار لا بد منه من أجل تسيير وتدبير شؤون المدينة، وبناء مدينة الحق والقانون بطرق عقلانية، وبمنهجية تشاركية، وباستراتيجية تنموية مستدامة، وضمان الحق في التعبير وإبداء الرأي والنقد والاختلاف. كما يهدف كذلك، إلى توفير تنمية اجتماعية وثقافية حقيقية عبر الاهتمام بقطاع التعليم وتوفير المستشفيات للجميع والسكن اللائق للفقراء والمهمشين ولكل الفئات المعوزة، وتوفير الشغل وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في الحصول على مناصب العمل في الإدارة العمومية والقطاعات التي تشرف عليها الدولة، وضمان توزيع عادل لخيرات المدينة وتوظيف كل الطاقات في الإبداع والابتكار من أجل الزيادة في الإنتاج، ومواكبة أعمال المنتخبين وتشجيع المواطنين على خلق إطارات للدفاع عن الذات ضد التسلط والتعسف، وضمان التعايش الثقافي والديني والحضاري بين الناس، مع ضرورة الحفاظ على البيئة وإشراك الفاعلين في تنميتها وصيانتها.