لا تقبل عندما تأتي من الملحق "الثقافي" لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" ومن "مثقف" كعزيز الحاكم، هناك الإهانة المادية كالتي وقعت بمدينة عين اللوح عندما قام متشددون بطرد نساء لا حول ولا قوة لهن، بدعوى "محاربة العهارة"، وقد لقي ذلك "الإجراء" مواقف صارمة من طرف الكثيرين تجاه واقعة الطرد الجماعي للنساء، على اعتبار أن "السهر" على احترام القانون والعمل بمقتضاه تقوم به جهات مختصة بحكم القانون نفسه، وعلى افتراض حدوث مخالفات مؤكد منها.. لكن هناك "الحكم" المعنوي القاسي أيضا، خاصة عندما يتساوق مع أحكام قيمة رائجة لدى البعض للأسف توجه لمناطق معينة في المغرب تتهمها بالعهارة وبيع الجسد من اجل المتعة وما يشبه ذلك، والأفظع عندما يأتي ذلك في نص "أدبي" على لسان"مثقف" وبملحق جريدة يقول مصدروها إنهم "حداثيون" و"ديمقراطيون" جدا! فقد جاء في نص لعزيز الحاكم له كعنوان "أنا أيضا غجري"، وهو جزء ثاني لنص مشابه له صدر قبل أسابيع بنفس الملحق (الغريب أن النص الأول صدر مرتين متباعدتين!)، يتحدث عن "مغامرات" الكاتب العاطفية والجنسية صحبة رفيق له بإسبانيا، حيث أجواء مقارعة الكؤوس وأدخنة المخدرات، ومعاشرة نساء من مختلف الأصناف، رغم أنه ليس لذلك "متعة" فنية وإضافة مهمة في عالم الأدب، لكن ما يهمنا هنا هو ما كتبه عن تفريغ الكاتب لمكبوتاته الجنسية لما كان في المغرب، حيث يقول في "الملف الثقافي" الصادر يوم الجمعة 22 يونيو 2012 عدد 10.124 ما يلي:" "...وفي ما عدا ذلك ثمة بضع ترددات متباعدة على كهوف إيموزار أو الحاجب أو ازور لتفريغ الكبت. هذا ما في الأمر".. لماذا خص الكاتب هذه المدن بالضبط؟ ولماذا لم يذكر مدنا بمناطق أخرى، على اعتبار أن العهارة لا تخلو من مكان، وعلاجها يتطلب عدة مخارج. كيف يحق لكاتب "مثقف" أن يساهم في تكريس أحكام قيمة مشينة يلصقها بمدن معينة؟ كيف تقبل جريدة حزبية أن تنشر ذلك وفي موقع منها خاص جدا(الملحق الثقافي) من المفترض أن يتضمن "رسالة" تثقيفية أشمل وأعمق، وليس توجيه "إهانة مجانية" لمدن ومنطقة من المغرب العميق التي تحتاج للنظر إليها من أبعاد ثقافية وإنسانية خلاقة، إن ما نشر بالصيغة التي وردت له نفس مفعول الذين أحدثوا فوضى وأصدروا "أحكاما" على نساء عين اللوح، وقاموا بطردهن. أليس بهذا النوع من الكتابة يمنح عزيز الحاكم وجريدة الاتحاد الاشتراكي المبررات للمتشددين في طبق من ذهب؟