قال الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون، الخميس، “أعلن بوضوح أن مسألة الصحراء هي مسألة تصفية استعمار، وهي قضية بيد الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، ويجب أن تبقى بعيدة عن تعكير صفو العلاقات مع الأشقاء في المنطقة المغاربية”. وذلك في تأكيد منه لموقف الجيش الجزائري الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية. وأضاف خلال خطابه مباشرة بعد تنصيبه رئيسا للبلاد:” "بخصوص العلاقات الأخوية، والتعاون مع كل دول المغرب العربي، لا يلقى منا أشقاؤنا أبدا ما يسوؤهم أو يعكر صفوهم".
واعتبر تبون أن بلاده ستحافظ على ثوابتها “حيث تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وترفض بقوة محاولات التدخل في شؤونها، وتواصل التعاون في محاربة الإرهاب والجريمة، بهدف الإسهام في تحقيق السلم العالمي”. تعديل دستوري من جهة أخرى، أعلن تبون فتح ورشة تعديل دستوري عميق لبناء “جمهورية جديدة” عبر التوافق، خلال الأسابيع المقبلة. وقال تبون: “أعلنت من قبل أن الدولة ستكون صاغية لتطلعات التغيير الجذري للنظام، ونجاحنا اليوم هو ثمرة من ثمرات الحراك الشعبي الذي ظهر عندما استشعر بسريرته أنه لا بد من وثبة لوقف انهيار الدولة ومؤسساتها”. وأضاف: “هناك التزامات قطعتها، وسيكون تنفيذها على منهجية قوامها التوافق والتشاور، ومنها تعديل الدستور لبناء جمهورية جديدة، وذلك خلال أسابيع أو أشهر قليلة”. وعن تصوره للدستور الجديد أوضح أنه “دستور يقلص من صلاحيات الرئيس، والذي ينتخب لعهدتين فقط من أجل عدم السقوط في الحكم الفردي، كما أن الدستور سيفصل بين السلطات ويوازن بينها”. وتابع تبون، أن هذا الدستور “لا يمنح للفاسد أي حصانة، ويمنح حق الإعلام وحقوق الإنسان وحق التظاهر”. كما أعلن تبون نيته “تخليق الحياة السياسية من خلال قانون انتخابات جديد، يحدد بوضوح شروط الترشح، من أجل إبعاد المال الفاسد من السياسة، ولتمكين الشباب من الترشح والفوز، حيث تكون حملتهم الانتخابية من تمويل الدولة لإبعادهم عن ابتزاز رجال المال”. وفي الشق الاقتصادي، اختصر الرئيس الجديد توجهه في “بناء اقتصاد يحصن الأمة من التبعية للخارج، وعائدات المحروقات والصرامة في تسيير المال العام، ولن أسمح بالعبث به”. وخاطب الجميع قائلًا: “ساعدوني وشجعوني إذا أصبت، وقوموني وصوبوني إذا جانبت الصواب، كونوا الجدار المنيع الذي يحميني من أجل جزائر لا يظلم فيها أحد”. الحل في ليبيا وبالنسبة إلى الأزمة الليبية، قال إن “الجزائر أولى وأكبر المعنيين باستقرار ليبيا، أحب من أحب وكره من كره، ولن تقبل بإبعادها عن الحلول المقترحة في ليبيا”. وأردف: “سنعمل على تحقيق استقرار ليبيا ووحدتها، والجزائر تدعو الإخوة الليبيين إلى جمع صفوفهم ونبذ التدخلات الخارجية”. وشدد تبون على أن “المغرب العربي الذي حلم به أجدادنا سيظل في اهتماماتنا، وندعم حسن الجوار والتعاون مع دول المغرب العربي”. كما أعلن أن بلاده مستعدة “لدعم الدول العربية الأخرى التي تعاني من أزمات مثل اليمن والعراق بصدق (..) إلى جانب التمسك بمطلب إصلاح الجامعة العربية بصفتها المظلة الجامعة للعرب”.