تنتظر فرنسا الاربعاء استسلام المشتبه به الاساسي في الهجمات التي استهدفت عسكريين ويهودا في جنوب غرب فرنسا وهو فرنسي من اصول جزائرية اعلن انتماءه الى القاعدة يتحصن في شقة. ويشتبه في ارتكاب الرجل سبع جرائم قتل طالت ثلاثة عسكريين واربعة يهود من بينهم ثلاثة اطفال في ثلاث هجمات بالرصاص في المدينة ومنطقتها. وصرح وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان ان الرجل "يدعي انه من المجاهدين وينتمي الى القاعدة ويريد الثأر للاطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسي لتدخلاته في الخارج". واصيب شرطيان بجروح في اطار عملية وحدة النخبة في الشرطة التي بدأت عند حوالى 03,00 (02,00 ت غ) في حي سكني في تولوز ما زالت جارية بعد الظهر. وتحصن محمد مراح (23 عاما) في الطابق الاول من مبنى صغير واطلع الشرطة بانه يملك الكثير من الاسلحة لكنه سيسلم نفسه "بعد الظهر، بحسب وزير الداخلية. واوضح غيان ان مراح احد الشبان الفرنسيين الاسلاميين المتشددين الذين زاروا افغانستانوباكستان. وجمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صباحا ممثلي الديانات الكبرة في فرنسا من بينهم المسلمون واليهود. وقال "حرصت على جمعهم لاثبات ان الارهاب سيفشل في تفريق مجتمعنا الوطني". ورفضت القيادات الدينية المسلمة واليهودية على الفور الربط بين الاسلام وهجمات تولوز ومونتوبان. وقال رئيس المجلس الفرنسي للدين الاسلامي محمد موسوي ان "هذه الاعمال تتنافى بالكامل مع اسس هذا الدين". وتضم فرنسا اكبر طائفتين يهودية ومسلمة في اوروبا اللتين يفوق عديدهما بالتوالي 500 الفا واربعة ملايين. واعرب غيان عن "الثقة" في ان المشتبه به هو بالفعل مرتكب سلسلة الاغتيالات المنفذة بين 11 و19 اذار/مارس التي صدمت فرنسا. واغتيل سبعة اشخاص ببرودة في تولوز ومونتوبان منذ 11 اذار/مارس، فقتل مظلي اولا في تولوز يدعى عماد بن زياتن في كمين نصبه رجل يركب دراجة نارية اعطاه موعدا موضحا انه يريد ان يشتري منه دراجة نارية، ثم مظليين في مونتوبان هما عبد الشنوف ومحمد لقواد قتلا على احد ارصفة تلك المدينة في 15 اذار/مارس واصيب ثالث بجروح خطيرة، والجنود الثلاثة القتلى من اصل مغاربي والجريح من الانتي. وهاجم الرجل الاثنين مدرسة عوزار حاتوراه اليهودية في تولوز فقتل الحاخام جوناثان ساندلر (30 سنة) وابنيه غبريال (4 اعوام) وارييه (5) والطفلة مريمن مونسينيغو (7) ابنة مدير المدرسة. وتجري عملية محاصرة مراح في تولوز في حين ستشيع جنازة العسكريين المظليين في مونتوبان بعد ظهر الاربعاء بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي وخمسة مرشحين الى الانتخابات الرئاسية. وتنقل المشتبه به لتنفيذ العمليات على دراجة نارية من طراز ياماها. واستخدم في كل مرة سلاحا من عيار 11,43. وقال غيان ان "الرجل اقام في افغانستانوباكستان وانه على اتصال باشخاص ينتمون الى التيار السلفي والجهادي". وافاد مصدر قريب من التحقيق ان الرجل اوقف في الماضي في قندهار معقل حركة طالبان في افغانستان في قضايا تتعلق بالحق العام. واوضح الوزير ان مراح كان "مراقبا من طرف المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية منذ سنوات" لكن "لم يبد اي مؤشر الى اعداده عملا جرميا". وتابع ان مراح سبق ان ارتكب في فرنسا "عددا من الجنح، حوالى عشرا، ترافقت باعمال عنف احيانا". وتحدث مصدر في الشرطة عن حوالى 18 جنحة معروفة. واضاف ان الشاب كان ينتمي الى "مجموعة ايديولوجية" صغيرة في تولوز. واضاف "لم تبد المجموعة اي اشارة الى الانتقال الى اعمال جرمية". وقدرت اجهزة الاستخبارات الغربية مؤخرا بعدة عشرات عدد اولئك الاسلاميين المتشددين العائدين من المناطق المضطربة في باكستانوافغانستان وبعضهم الى فرنسا. ولطالما اعتبر احتمال قيامهم بعمليات انه اكبر خطر يشكلونه. واعادت مدرسة اوزار هاتوراه اليهودية التي استهدفها الهجوم في تولوز فتح ابوابها الاربعاء حيث اعرب التلامذة والاساتذة عن "الارتياح" لمحاصرة الشرطة المشتبه به بانتظار توقيفه. واعرب اقارب العسكريين القتلى عن الارتياح نفسه. لكن هوية المشتبه به واعلان انتمائه للقاعدة غذيا النقاش السياسي وحملة الانتخابات الرئاسية في البلاد. واعتبرت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ان "خطر الاصولية اسيء تقييمه في بلادنا". وقالت ان "جماعات سياسية دينية تتطور امام نوع من التراخي. اليوم ينبغي قيادة هذه الحرب على جماعات سياسية دينية تقتل اطفالنا المسيحيين وشبابنا المسيحيين وشبابنا المسلمين والاطفال اليهود قبل يومين".