دعا المبعوث الأممي الخاص بالصحراء، الألماني هورست كوهلر، الأطراف المعنية بنزاع الصحراء إلى اجتماع “طاولة مستديرة” ثاني في جنيف، لبحث القضية. فيما تطرح عدة تساؤلات عما يمكن أن يسفر عنه لحلحلة النزاع؟. ويقود وزير الخارجية، ناصر بوريطة، وفد المملكة في لقاء جنيف الثاني حول الصحراء، يومي الخميس والجمعة، الذي تشارك فيه أيضا جبهة “البوليساريو” والجزائر وموريتانيا.
ورجح سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “العين” للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، “عدم حصول أي تقدم في اتجاه حلحلة الوضع في الصحراء، خاصة في ظل غياب أي تغيير في المحددات الرئيسية للنزاع”. الأكاديمي المغربي، أضاف أنه “لا يمكن توقع أي نجاح لهذه الجولة؛ فهي ليست مفاوضات حقيقية، فضلا عن عدم استعداد أطراف النزاع لتقديم تنازلات من شأنها تعبيد الطريق لمفاوضات حقيقية”. ورأى أن هذه “الجولة كسابقاتها، وكالتي ستليها، لا يُنتظر منها شيء، وأحسن ما يمكن أن يتمخض عنها هو التعبير عن حسن النوايا، والاستعداد لإيجاد حل سلمي للنزاع، دون أي تأثير في أرض الواقع”. واعتبر أن “حصول تغيير في موقف الجزائر هو وحده الكفيل بإحداث تغيير في مسار النزاع”. وشدد الصديقي، على أن “حل النزاع في الصحراء يتوقف بشكل أساسي على موقف الجزائر ومدى استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب، باعتبارها طرفا في النزاع، وليست مراقبا”. وبشكل متكرر، دعا المغرب، خلال الأشهر الأخيرة، إلى “انخراط فعلي للجزائر في أي حل لنزاع الصحراء”. لكن الجزائر تشدد على أن النزاع بين المغرب والبوليساريو، وأنها فقط طرف مراقب”. ودعا الملك محمد السادس، في 6 نونبر الماضي، الجزائر إلى إنشاء لجنة مشتركة لبحث الملفات الخلافية العالقة، بما فيها الحدود المغلقة. وبينما لم يصدر رد مباشر من الجزائر على دعوة الملك، دعت الخارجية الجزائرية، في ال22 من الشهر ذاته، إلى عقد اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، في “أقرب وقت”، لبحث إعادة بعث التكتل الإقليمي؛ فيما بدا وكأنه رد على غير مباشر على الدعوة المغربية. البحث عن حل سلمان بونعمان، باحث مغربي في العلاقات الدولية، يرى أن “الحل في حوار مغربي جزائري مباشر ومسؤول في سياق بناء تكتل مغاربي قوي، ومجاوزة الإرث التنازعي والصراعي الذي غطى المرحلة التاريخية السابقة بعد استقلال الدول في شمال إفريقيا”. واعتبر أن الحراك الحالي في الجزائر ربما يسفر لاحقا عن تغير في الموقف الجزائري. وأردف بونعمان أن “اختيار التكامل والتعاون بين البلدين (المغرب والجزائر)، بدل التنازع والتجزئة، هو أحد مفاتيح إنهاء النزاع، خاصة أن المشتركات القائمة أقوى من الخلافات السياسية والإقليمية في المنطقة”.