أخيرا وبعد أن وهن منه العظم وترهل الجسد داخل الحكومة قرر حزب رفاق عبدالواحد الراضي الخروج إلى المعارضة بحثا عن هواء جديد يطرد فساد رائحة الجسد الذي نخرته الرطوبة، وأشعة ساخنة تعيد دبيب الحياة إلى المفاصل التي أنهكها طول الجلوس على نفس الكراسي لسنوات طوال. ولتبرير هذا الخروج "الطبي"، قال الراضي إن حزبه اتخذ قراره حفاظا على هويته الاشتراكية والديمقراطية..وكأن الحكومات التي ظل يشاركها الحكم كانت لها هوية ورائحة ! وأيضا لأن الحزب الذي يرأسه لا يمكن أن يكون تكميليا (كذا !)، فما الذي كان يفعله الراضي ورفاقه في حكومتي ادريس جطو وعباس الفاسي؟ ألم يكتفوا بالجلوس على حاشية طاولة الحكومة، وأحيانا على كراسي مهترئة وبحقائب فارغة، شبهها محمد اليازغي ب "صاكاضو"، حكمت الآلهة على سيزيف الأحزاب المغربية أن يظل يدحرجه مثل لعنة عقابا له على خيانته للجماهير..