صدر أخيرا للأستاذ لحسن عايي ديوان شعر بعنوان"كوكب الربيع" الديوان يضم الى جانب القصائد و اللوحات الجميلة جملة من الانطباعات في حق الشاعر، اقتطفنا من بينها كلمة الاستاذ محمد حجاجي: "كوكب الربيع"..؟ لعله الملاك الملهم المخاطب في القصيدة التي تحمل نفس العنوان في الديوان ومن يكون هذا الملاك القابع خلف الأسوار والذي تكبد الشاعر بسببه "التيه والجنون"؟ هل هو الحبيبة أم... الحقيقة؟. معظم الديوان من الشعر الحر وفيه قصيدة عمودية واحدة "كوكب الربيع" وأخرى شذرية (إلى حيث تحملني الرياح). في القصائد تعبير عن مشاعر ذاتية تؤرق الشاعر، مثل: - الحزن والكآبة (هكذا أراك)، والحسرة ووقع النوائب والإحباط والعزلة واليأس (وردة ذابلة)، وتكبد الآلام والجراح (أجنحة الجراح)، ومعاناة العشق العذري الصوفي (على الرصيف- نخيل يسمو – وتسقط العصافير...). - أو التأرجح أحيانا بين الإحباط واليأس (وردة ذابلة)، وبين الأمل وتمجيد العمل والصمود في وجه متاعب الحياة (أطفال تحت النجوم). - أحيانا يتم التعبير عن اللواعج والهواجس من خلال الحديث عن القصيد والكتابة الشعرية نفسها: * كتمرد (هكذا أراك). * أو كتعبير عن الآلام الذاتية (أجنحة الجراح). * أو كتجل لارتباط الشاعر بهموم الناس أو الوطن (لا تغادر). * أو كإحساس بالعزلة والوحدة في حضن الطبيعة (رسالة عارية). * أو كقوة قادرة على ترويض الأميرة المشاغبة، التي هي زمن المعشوقة أو الحقيقة (النشيد). * أو كملاذ، أو محراب يعبد فيه الشاعر ضمن حيز ليلي في الفضاء (عش في الفضاء). إلى جانب هذه المشاعر الذاتية، هناك اهتمام، في الديوان، بقضايا إنسانية عامة مختلفة: - مثل التوق إلى الحق والحرية، وضوء الفجر وتمجيد القضية من خلال سجايا درويش (في مرتبة محمود درويش ). - الانتصار للأمل والحلم والمحبة (إملشيل). - تمجيد العزة والنخوة والكرامة والجمال والعشق الصوفي (أنت موطن يسكنني )... - الميل أحيانا إلى تمجيد الرومانسية المختلفة بجمال القمر والربيع ومن حيث الشكل يزاوج الشاعر بين الوضوح الشفيف والبساطة (أطفال تحت النجوم – أدريتي – وتسقط العصافير...)، وبين الترميز الغامض، المسغلق أحياتنا ( ليلة على طبق حجر – دعوة الكهنة - أجنحة الجراح...) المعجم يمنح من مجالات الحب والعشق والطبيعة والمجتمع والتأمل المجرد... كما يمنح من مؤثثات محيط الشاعر: الصحراء، النخيل- الواحة – الرمل – الشمس- الصخر – إملشيل... وكذا من معجم النخيل وأوصافها كرمز للمجد والخير والنخوة والجمال... يعتمد الشاعر كذلك على التشبيه في بعض القصائد باستعمال الأداة «كأن»، على غرار القدامى (دعوة الكاهن). أحيانا يتعقب الشاعر أثر نزار أسلوبا ودلالة كما في قصيدة «أدريتي». لو كنت أدري أنك عميق بهذا الشكل ما أبحرت لو كنت أحدس أن رسالة من تحت الماء تجرني إلى الأعماق ما كتبت وإلى حدها في قصيدة «وتسقط العصافير». ثم إن عنوان «أذريتي » نفسه، يحيل على قصيدة «لست أدري» لإيليا أبو ماضي. الغلاف – أ: الطير والنور والشجر والكوكب الزاهر... مؤثثات كوكب الشعر الربيعي. الغلاف الأخير: بعض مكونات الفضاء الإبداع الشعري: الغروب والنخيل والمعمار، كما تبدو للشاعر ممهورة بذاتيته (كوكبه).