تستيقظ متعبا من حلم ، من أحلام لا تذكرها ، تطل من شرخ الباب ، قبل أن تفتحه ، تتثاءب ، تغالب الكسل والرتابة المستديمة ، لاشيء يلوح في الأفق ، تعود إلى حجرة الدرس والسكن ، تلملم فراشك ، تشرب كأس الشاي الأخضر . لا خضرة هناك غير خضرة الشاي، تصب الكأس الثانية ، غثيان السيجارة يدب في رأسك، تشعل سيجارتك الرديئة وتنفث الدخان في القسم/ المسكن ، يتيه بصرك وسط الدخان ؛ تشرد في حلزونية الدخان والأيام والأحزان .. الأطفال يأتونك من كل صوب ، لا تدري من أين ، أسرابا ، مثنى ، وثلاث ورباع ، يصطفون أمامك طابورا من الأسمال ، وسخون .. جوعى .. تصطك أسنانهم من البرد ، حموضة البول تفوح من بعضهم ، تكابر الرائحة ، استقم...انتبه..! وتبدأ رحلة النشاط...اللغوي والعلمي و..تنشط دمك بسيجارة أخرى، وتهيم أنت وتلامذتك في شطحات النشاط والتنشيط .. لا أحد يذكرك هناك،كلهم نسوك أو تناسوك ..المدير،المفتش وغيرهما ...يذهب الأطفال، وتبقى وحدك أمام ذاك الشبح الأسود ذو الجناحين ، تقرأ بقايا الكلمات المنفلتة من الممسحة، ض،ي ،ا،ع، انه الضياع المُميت، تقذف بنفسك في فراشك في زاوية القسم الخلفية، تطمر رأسك تحت الغطاء وتتيه في عالم الخلاص والأحلام، أحلا م الخطيبة، والانتقال والإدماج...