لماذا لم يتم صرف اعتماد 2 مليار و 400 مليون لفائدة الباعة الجائلين؟ كما توقع المواطنون عندما سمعوا أن الحملة ستتم ليلاً لأجل تنظيم وتحرير الملك العمومي بالقصر الكبير، انجلى الليل ومع بزوغ الساعات الأولى للصباح ظهر للعيان أن العملية كان المقصود بها حصراً أبناء الفقراء وذوي العربات المدفوعة ذاتياً، بينما كان الجميع يمني النفس أن لا تقتصر هذه العملية على هذه الفئة الهشة وتشمل جميع الأماكن الأخرى كالمقاهي وأرباب المطاعم والمتاجر، حيث خلص المسؤولون إلى نتيجة واحدة، وهو تجنب الصدام مع المسؤول الأول عن التدبير المحلي بالمدينة الذي يحتل الرصيف والطريق. ولعمري أن السلطات التي قادت هذه العملية كانت قد رضخت لمطلب هذا الشخص تجنباً لاحتجاج المتضررين، فهو يعرف أنه هو من شجعهم على فعل احتلال الأماكن العامة قبل أن يؤول له أمر المدينة حتى، كما شجع البناء بدون ترخيص في كل مكان بالديار، ويقوم حالياً بتزويد بعض المساكن من الإنارة العمومية. وعودة إلى الحالة التي سميت محاربة كأنما السلطة تقود حرباً، بينما كان عليها أن تسمي العملية تنظيم لتجارة الباعة الجائلين، وهو ما نصت عليه خطب جلالة الملك في أكثر من مناسبة، وللعلم فقد رصدت وكالة تنمية أقاليم الشمال مبلغاً كبيراً لهذه الغاية يصل لأزيد من مليارين و 400 مليون منذ 2014، وتم خصم مبلغ 500 مليون منه لإصلاح السوق المركزي، ولهذه الغاية أيضاً قام المجلس السابق باقتناء قطعة أرض لذات الغرض، وهذه الأموال موجودة بصندوق الجماعة، لكن المسؤول عن المجلس الحالي يرفض صرف هذه الاعتمادات منذ ثلاث سنوات؟