تقييم أولي لتجربة المكتب النقابي خلال سنة ونحن في شهر سبتمبر 2018، تكون قد مرت سنة بكاملها على انتخاب المكتب النقابي الحالي بالوكالة المستقلة بمدينة القصر الكبير، سنة كافية لتقييم نتائج الفعل النقابي، ماله وما عليه، إيجابياته وسلبياته، ما الأثر وما خلفه خلال هذه السنة؟ سواء على مستوى الدفاع عن المكتسبات والحفاظ عليها وعلى الامتيازات التي ناضل من أجلها جيلا كاملا من قبله، او على مستوى تحقيق مكاسب جديدة ومطالب ملحة… سأطرح تقييما أوليا ومختصرا بهدف فتح بابا للتفكير والنقاش الجدي والهادئ بين صفوف المنتمين للمؤسسة، راغبا في تصحيح مسار نقابي منفلت من واقعه ومدبر بشكل غير عقلاني .. على المستوى الإداري : عرفت هذه السنة مزيدا من تعنت الإدارة اتجاه الوكالة بالمدينة سواء على المستوى المؤسساتي أو على مستوى تدبير الطاقات البشرية المحلية، ونجملها في الآتي: – تكريس سياسة التهميش الممنهج للوكالة بالمدينة، على مستوى الهيكلة الادارية او على مستوى تطعيم المصالح بالكفاءات والاطر الإدارية والتقنية ( ونذكر الجميع ان المجلس الاداري قد قرر توسيع مهام وصلاحيات المندوبية، إلا ان القرار قد أفرغ من محتواه ؟؟) .. – انعدام الوسائل الضرورية والكفيلة بتمكين المستخدمين والمستخدمات والاطر من بدل المجهودات والرفع من المردودية المهنية .. – غياب استراتيجية واضحة المعالم للتنمية داخل المؤسسة وتغييب الحكامة الجيدة، حيث التسيير والتدبير يتم بمزاجية، وتعليمات شفوية، وهواتف ساخنة، بدون رؤية واضحة لمخطط الوكالة مقابل التوسع الحضاري والبشري للمدينة .. – تجميد كفاءات واطر تقنية فاعلة، يشهد لها الجميع من الداخل والخارج بفعاليتها ودرايتها التقنية، ،وذلك بسبب تعنت لا عقلاني من الادارة ومزاجها .. – طرد مستخدمة ومستخدم من المؤسسة، بشكل تعسفي ولا قانوني، بدون بحث دقيق وعادل في ملف يعود تاريخه الى اكثر من 8 سنوات، وتتحمل الادارة العامة المسؤولية الكبرى في مجراه ومساره .. – عقد اثنين من المجالس التأديبية بطريقة متسرعة وتعسفية، اعتمادا على تقارير كيدية، نتج عنهما طرد مستخدم ثالث واحالة آخر على التقاعد ؟؟!! .. – اعتماد الوشايات الكاذبة والكيدية، والرسائل المجهولة كآلية ووسيلة لتأديب العمال واتخاذ إجراءات تعسفية في حقهم .. – يتم خلال الأزمات ( والتي هي نتيجة السياسات الارتجالية )، البحث عن أكباش فداء من الصغار لتهريب مسؤولية الكبار والتغطية على الكثير من ملفات الفساد التي تناقلتها الألسن قبل وسائل الاعلام .. – خلال هذه السنة تلقى العمال ( من كل الفئات) أمطارا من العقوبات التعسفية واستفسارات و توبيخات بدون مبرر قانوني ومعقول .. أمام هذا الوضع يدل الصمت القاتل للنقابة عن فقدان هيبتها وبالتالي مصداقيتها ونلخص الوضع النقابي فيما يلي: – التشرذم والتفرقة ما زالت قائمة وسط العمال بالمؤسسة وما زالت نفس اسباب التفرقة منتشرة من قبيل المؤامرات الدنيئة والكيدية ضد بعض العمال، الكذب والوشوشة التواطؤ الخسيس، الاجتماعات المصغرة والتي لا تنتج سوى الحقد والكره والخصام بين الجميع .. – سنة بكاملها ولا أثر ولا فعل ولا موقف نقابي حقيقي، بل ضعف وجبن وتواطئ وانتظار التعليمات، وفي أحسن الأحوال صمت قاتل .. وحتى نكون منصفين في حق هذا المكتب، فانه قد بدل جهدا مكثفا وكبيرا خلال هذه السنة في محاربات دنكشوطية، سواء ضد المسؤول الاول على رأس المندوبية او ضد بعض المستخدمين والمستخدمات والاطر المناصرون للتجربة النقابية السابقة، ولكن بدون جدوى !!!! .. ويعلم الجميع ان هذا المكتب يشتغل بدون أرضية نقابة، ولا برنامج نضالي، ولا مشروع اجتماعي، ولا رؤية واضحة، بل الأخطر من هذا أنه يتلقى تعليمات وتوجيهات إما من بعض المتقاعدين او من أطر عليا بالإدارة ؟؟ !!!! … المطلوب الأن من المكتب، موقفا صارما من الاوضاع الحالية بالوكالة، واصدار بيان واضح وصريح لتحديد المسؤوليات والتشبت بالمكتسبات التي ناضلنا عليها جميعا في اطار جامعتنا واطارنا الاتحاد المغربي للشغل .. واعتقد تماما، وكما قالت المرحومة ام كلثوم ، قد يكون البيان سبيلا للهدي وقول الحق … في الحلقة الثانية من هذا التقيبم ساتطرق لتجربة المكتب مع مآل التنسيق الاقليمي مع مكتب العرائش وقضية التقاعد والملف المطلبي .. والعلاقة مع الجامعة الوطنية …