بادر عدد من المُهاجرين المغاربة المنحدرين من مدينة العرائش، بإطلاق نداء مُصور مُوجه إلى المسؤولين على التدبير المحلي للمدينة من أجل رد الاعتبار لها لتكون مدينة نموذجية. وتحدث أبناء مدينة العرائش، في ندائهم، عن المشاكل التي تُعيق التنمية المحلية للمدينة، والتي تواجههم بعد عودتهم من بلاد المهجر؛ ما يضطر الكثير منهم إلى قضاء عطلته في مدن أخرى. انعدام الأمن، تماطل الإداريين، احتلال الملك العمومي، تلوث الغابات، انعدام أماكن ترفيهية خاصة بالأطفال، بعض مما أجج الغضب في صفوف أبناء الجالية الذين عبروا عن امتعاضهم مما آلت إليه الأوضاع في مدينتهم رغم حبهم لها، قائلين: "أنا عرايشي وكنبغي العرايش، لكننا عندما نعود من العطلة نحس بالملل فيها، وليس فيها أي شيء لأبنائنا". أحدُ المشاركين في النداء قال: "أفضل الذهاب إلى طنجة والدار البيضاء عوض العرائش"، مُعزيا سبب ذلك إلى الإهمال الذي طال مدينته، مُضيفا: "دْواوْرْ المغرب رجْعوا مدن، والعرائش رجْعتْ كْثرْ من دوار". نداء الجالية المغربية المنحدرة من مدينة العرائش سجل استياء أبناء المنطقة من الخدمات الضعيفة والمنعدمة؛ وهو ما يجعلُ الكثير منهم خائفا من الاستثمار في مشاريع بمنطقته، لأنه "ليس هناك بنية تحتية"، بحسب أحد المشاركين في النداء، الذي سجل تزايد نفور الشباب من العرائش. وبالرغمِ من اقتراب اليوم الوطني للمهاجر، الذي يُصادف العاشر من غشت من كل سنة، يجد العرايشيون أنفسهم، يُعيدون المطالب ذاتها من أجل تنمية وتطوير مدينتهم، لكن دون جدوى. (م.ر)، أحد المدافعين على فكرة إطلاق النداء، قاطن ببريطانيا، قال إن "الأوضاع بمدينة العرائش مُزرية، ومنذ أن هاجرت سنة 1972 والمنطقة لم تتغير، كلما عدتُ أجد العرائش كما هي، الأزبال في كل مكان، مع انعدام الأمن". وأضاف (م.ر)، مُتأسفا، في تصريح لهسبريس: "لا يجد أبناؤنا مكانا يلعبون فيه، ويضطرون للذهاب إلى الرباط أو مدينة أخرى"، مشددا على أنهم يتواصلون، في غشت من كل سنة، مع المسؤولين في المدينة، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، دون تحقيق أي تغيير. وشدد المتحدث نفسه على أن الكثير من أبناء مدينة العرائش، الذين يعودون من بريطانيا، وإسبانيا، وبلجيكا، وكندا، يرفضون الذهاب إلى مدينة غير مدينتهم التي ينحدرون منها، غير أن انعدام الخدمات والوضعية السيئة للمدينة، تفرض عليهم البحث عن مكان آخر من أجل قضاء العطلة. جدير بالذكر أن مدينة ليكسوس تتخبط في مشاكل كثيرة؛ منها تزايد السكن العشوائي، واحتلال الملك العمومي الذي يثير حفيظة الساكنة التي تستغرب صمت السلطات إزاء الظاهرة. *صحفية متدربة