يشهد التاريخ بأن الكثير من العظماء هم من صنيع أمهات عظيمات سخرن جهدهن من أجل صناعة شخصيات سامقة في سماء العلم والمجد، أمهات لم يدخرن جهدا في العناية بأبنائهن رغم إكراهات الترمل والفقر واليتم والحرمان، أمهات كافحن كفاحا مريرا من أجل جعل فلذات أكبادهن من اليتامى قمما شامخة في العبقرية والنبوغ العلمي والفكري. فكبار أئمة الفقه والحديث في العالم الإسلامي كالإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة والإمام أحمد والإمام البخاري … نشأوا أيتاما وتربوا في أحضان أمهات أرامل صالحات قهرن اليتم والفقر بهمة عالية، وعزمن على تحمل مسؤوليتهن كاملة في تنشئة وتربية أبنائهن تربية فاضلة جعلت منهم أسماء خالدة في العلم النافع للأمة الإسلامية بأسرها. واستطعن بفضل صلاحهن وعزيمتهن القوية وحبهن للعلم النافع أن يغرسن في عزائم أبنائهن الأيتام روح التحدي والتصدي لكل العقبات من أجل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في أن يصبحوا أئمة عظماء في شتى العلوم، فاستطاعوا بذلك أن يسجلوا أسمائهم بمداد الذهب في تاريخ الفكر الإسلامي والعبقرية الإسلامية. * عضو خلية ذات النطاقين لشؤون المرأة وقضايا الأسرة، المجلس العلمي المحلي/العرائش