الجميع يعرف أن الكائن الانتخابي المدعوم في القصر الكبير إنما "طلع لو كل هاد الجوكر" فقط على اعتبار أنه الوسيلة الوحيدة في يد المخزن لمحاربة ذات حزب كان قاب قوسين أن يصِير مُهيمناً على الحياة السياسية، وحينها كان هذا الشخص وحده الموجود في الساحة يناهض الحزب القوي، فلم تجد السلطة بُدّاً من تقديم الدعم السخي له على الرغم من زلّاته وكثرة عيوبه، فأطلقت له يده يعبث بها في أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على عهد رئاسة عبد الإلاه احسيسن للمجلس الإقليمي قبل سنة 2011، إذ يبقى هذا الشخص الأول على عهد العامل السابق الترغي الذي وَزَّعَ مبالغ كبيرة على مناصريه من المال العام ومَوَّلَ لهم عدة مبادرات وهمية على اعتبار أنها مشاريع بينما كانت تبذيرا للمال العام تم غض الطرف عليه من طرف الجهات المسؤولة. وكلنا نذكر زيارات سابقة لوزراء عديدين وقعوا في هذه المدينة عدة اتفاقيات ودشنوا في السياحة والثقافة والإدارة وجميع هذه الوعود لم ترى النور بعد، أقلها فتح مكتب تأهيل وتشغيل الكفاءات الذي وعد السيمو وصرح أنه سيكون في البناية التي كانت تأوي قسم التعمير في السابق، والذي لم ير النور إلى الآن رغم التصديق الجماعي عليه من طرف اعضاء المجلس الجماعي في إحدى الدورات، والظاهر أن هذه الزيارات لم تكن إلا مناسبة لتقديم الدعم والمساندة لفائدة المرشح المصنوع.. وبهكذا بهرجة تم ترسيخ أقدام السيمو في الساحة المحلية حتى لا يعود الحزب القوي إلى سابقِ صولته التي نال فيها مقعدين في أحد الاستحقاقات، وهو ما تم تجسيده في انتخابات 2011 حيث كانت كل تحركات السيمو في الحملة تتم بإرشاد وتوجيه من سلطات الإقليم. الآن.. المشاهد ذاتها لا تزال مستمرة احتياطاً من أي موعد انتخابي مفاجئ، أو إلى حين اقتراب موعد 2021، وحينها سينصرف كل واحد إلى حزبه ومناضليه الافتراضيين، وستتوالى المعارك على المناصب وسيتم نسيان ما يتم الترويج له كانجازات كبرى وهي حتما مستحقة وأقل بكثير مما ساكنة مدينة القصر الكبير.