لا شيء في مدينة القصر الكبير يغري بالعيش فيها ، الفوضى تتسيد كل مساحاتها، وجرائم السرقة وإعتراض المارة تحت التهديد بالسلاح، لم يعد خبرا يثير صدمة ساكنتها، لتكررها المستمر، في غياب تام للشرطة، التي لا يتجاوز عددها بضع العشرات،(يسهرون) على أمن أكثر من 150ألف مواطن. وحين يخرج خيرة أبناء المدينة لينافحوا عنها، ويطالبون بحقوق بسيطة، في مستشفى يليق بكرامتهم، ومعمل يحتوي بطالتهم، لا ندري من أين تخرج جحافل الشرطة حينها و بعدد هائل جدا لتمارس ساديتها على المحتجين. من كان يعبد البصري، فالبصري قد مات، ومن كان يعبد فكره الإستبدادي وقسوته فهما لازالا سائدين في التمدد ويسكنان عقلية الجيل الحالي من رجال الأمن. لكن أخبرهم أن زمن 1984 ليس هو زمن 2017،فلا شيء يمكن إخفاؤه في وقتنا هذا .