تحقيقا للتواصل وتبادلا للخبرات، وسعيا لمشاركة المؤسسات المختلفة في تقديم مسؤوليتها الاجتماعية والمجتمعية تجاه الأطفال ذوي صعوبات في التعليم، افتتحت جمعية أمل للأطفال ذوي صعوبات في التعلم بالقصر الكبير باكورة أنشطتها بلقاء تواصلي تحت شعار :" التحسيس بصعوبات التعلم رافعة أساسية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص"، بقاعة دار الثقافة صباح السبت نونبر2016. ويأتي هذا النشاط الذي تنظمه هذه الجمعية التي أثثت النسيج الجمعوي بالمدينة بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالعرائش من أجل التحسيس بصعوبات التعلم بالمؤسسات التعليمية والأوساط الأسرية. وأوضح رئيس هذا المولود الجديد مصطفى بن يعيش أن هدف الجمعية هو التحسيس وتعليم هذه الفئة التي تعاني اضرابات غير ظاهرة، مما يجعل المدرسين وكذلك الآباء يتعاملون معهم كالأطفال الأسوياء علما أن الأمر يتطلب تعاملا خاصا. وأضاف أن هم أعضاء الجمعية هو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لهذه الفئة من الأطفال حتى يتمكنوا من العيش بين أحضان المجتمع، دون أن يحسوا بالفشل، فهم أذكياء يحتاجون إلى نوع من الاهتمام والعناية الخاصة حتى يتمكنوا من إبراز طاقاتهم وقدراتهم، وتبقى غاية الجمعية هي التوعية والتحسيس والمواكبة، ولم يفته أن يطلب العون والدعم وتظافر جهود الجميع من أجل ضمان تمدرسهم وإدماجهم. وباسم المديرية الإقليمية تقدم السيد حدو ميكل بكلمة قدم فيها بعض الإحصائيات حول هذه الفئة على صعيد الأكاديمية وكذلك على صعيد المديرية ، وبين بعض ما قام به الساهرون على الشأن التربوي جهويا ومحليا من مجهودات في الموضوع، كتكوين مجموعة من رؤساء المؤسسات وكذلك المفتشين والمدرسين، و تنظيم حملات بالمساجد من أجل التوعية والتحسيس بهذا المرض، كما تم فتح بعض الأقسام المدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة ببعض المؤسسات. كما أوضح ممثل مندوبية الصحة الدكتور شوقي أن كل ما يحتاجه هؤلاء الأطفال هو الأمل في أن ينالوا حقهم من العناية والاهتمام، وذكر بأن ما يعانونه هو مرض مسكوت عنه، علما أن بعض الأرقام تظهر أن نسبة المصابين به تتراوح ما بين 8 إلى 20 في المائة.وختم كلمته بأن الأهم من التشخيص ومعرفة السبب هو العناية والاهتمام بالمصابين به. وبدورها رئيسة الجمعية المغربية للديسليكسيا الأستاذة كريمة مازيع قدمت بعض الأرقام التي تبين حجم الظاهرة حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية التي قدرت نسبة من يعانون من صعوبة التعلم ما بين 10 إلى 15 في المائة مصاب على الصعيد العالمي. كما بينت بعض الإضرابات المصاحبة للديسليكسيا والتي لا تقتصر على صعوبة القراءة وحدها فحسب، بل هناك من يعانون صعوبة في الكتابة ، و في الحساب وصعوبة في تحديد الفضاءات.. وتحدثت عن بعض تجارب الجمعية من أجل إدماج هؤلاء كالتكيف على التقويم في الامتحانات وخاصة الإشهادية ، وتنظيم العديد من اللقاءات والدورات التكوينية ببعض المدن وكذا ما تقوم به الجمعية من أنشطة. ونوهت بهذه المبادرة الشجاعة لأعضاء الجمعية الذين سهروا على تأسيس هذا الإطار لتخفيف المعاناة والألم عن هؤلاء الأطفال الذين فشلهم ليس بأيديهم ولكن بأيدي المحيطين بهم. وعن هذا المرض قدم الدكتور زهير بنيعيش عرضا تناول فيه تشخيص الوضعية الصحية للمرض.حيث بين بعض أعراض المرض وكيفية التعرف عليه، وما يسببه من آثار صحية واجتماعية.. كما تقدم كل من منسق الجامعة الشعبية للتعلم مدى الحياة الأستاذ مصطفى العبراج، وممثلة المجلس البلدي سعيدة بوعشية بكلمة نوها فيها بمبادرة الجمعية الرامية إلى التحسيس والتوعية والعناية بالأطفال ذوي صعوبات التعلم لتحويلهم إلى طاقات منتجه والى أفراد لا تحاصرهم إعاقاتهم في زوايا معتمه من الحياة. وخلص هذا اللقاء التواصلي الناجح الذي حضره عدد من الأطر الإدارية والتربوية، و الأباء والأمهات بعدد من التوصيات التي ستعمل الجمعية على طرق الأبواب لتنفيذها. وقد أدار فقرات هذه النشاط بخبرة وكفاءة عالية الأستاذ رشيد الجلولي عضو الجمعية وتم الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم رتلها المقرئ عبدالصادق البجنوني.