في أغلب الحالات، كان الغباء والكسل هما التشخيص الأنسب لأشخاص وجدوا صعوبة في القراءة أو الكتابة، ولم يكن لكلمة الديسليكسيا مكان في قاموسهم المعرفي؛ كلمة قد تكون لتعريفها معان كثيرة وإجابات أكثر على أسئلة متعلقة بعسر القراءة والكتابة لدى أطفال لا يعانون من أي خلل عقلي. فعندما نقف أمام طفل يجعل من كلمة أم، م أ، ويقلب الأرقام فيكتب 12 بدل 21 و61 بدل 16، ويحذف كلمات أو أجزاء منها أو يستبدلها، وكذلك الأمر بالنسبة للحروف، ويعاني من اضطراب في اكتساب اللغة المكتوبة، حيث يتأخر في تعلم القراءة والكتابة منذ مراحل التعليم الأولى، وتكون لديه صعوبات في تعلم وحفظ الأبجدية، وغالبا ما يتم إنذاره ويمنح علامات سيئة أو يتعرض للسخرية أمام الآخرين لعجزه عن التمييز بين الكلمات والحروف بشكلٍ صحيحٍ، أو تكوين جمل بسيطة أو ذكر محتوى ما تمت قراءته؛ عجز أصاب عباقرة العلم والفن أمثال ألبرت إينشتاين وليوناردو دافنتشي وبابلو بيكاسو وغيرهم، قد نكون أمام نموذج للديسليكسيا، أو ما يعرف بعسر القراءة والكتابة. الديسليكسيا أو عسر القراءة والكتابة، واحد من أكثر أنواع صعوبة التعلم شيوعا، مرتبط بطريقة معالجة اللغة، وعادة ما يجد الأطفال صعوبة في القراءة والكتابة، وسببها الاختلاف في تركيبة المخ الذي يتعامل مع تحليل اللغة، والذي يؤثر بالتالي على المهارات المطلوبة للتعلم، سواء في القراءة أو الكتابة أو الإملاء أو الأرقام. فطفل الديسليكسيا يعيش خللا في تحديد الاتجاهات التي يفترض أن تقود الإنسان،، فلا يعود قادراً على التمييز بين يمينه أو يساره فيعكس الحروف والأعداد والكلمات. ولا توجد علاقة بين الذكاء والدسليكسيا، بل على العكس، حيث نجد عند بعض من يعانون من عسر القراءة والكتابة نسبة عالية من الذكاء، وبالتالي فانخفاض هذه النسبة ليس هو العامل المسبب لهذه الإعاقة، فهي تصيب الشخص متوسط الذكاء ومرتفع الذكاء، كما تصيب أيضا المتخلف عقليا على السواء، لكن الاعتقاد الخاطئ بأن قصور الذكاء هو أحد العوامل المسببة لعسر القراءة والكتابة؛ يرجع إلى أن هناك بعض العوامل المشتركة بينه وبين التخلف العقلي، ففي الإعاقتين يحدث تأخر في تعلم القراءة، لكن الفرق أن الطفل الذي يعاني من الديسليكسيا يكون تعلمه للقراءة والكتابة متأخرا من سنة إلى سنتين عن تعلمها بالنسبة للطفل العادي الذي لا يعاني من هذه الإعاقة. فكيف يمكن لطفل ديسليكسي أن يعيش في وسط لا يدرك معنى عسر القراءة والكتابة، خاصة وأن بعض المعلمين على وجه الخصوص يعتبرون هذا العسر كسلا أو غباء، وفي أغلب الأوقات يكون التوبيخ والاستهزاء وسيلة يخفون فيها فشلهم وعجزهم في التربية والتعليم. التلميذ والمعلم لا شك أن الكل لم ينس مقطع الفيديو الذي أثار جدلا ليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن وصل إلى حد مناقشته تحت قبة البرلمان، والذي يظهر تلميذة صغيرة في أحد الأقسام الابتدائية واقفة أمام سبورة وتحمل طبشورة، ويتمّ تصويرها من طرف «مُدرسها»؛ الذي طلب منها كتابة رقم 5، لتشرع الصغيرة في رسم خطّ منحن نحو الأسفل. ترمق التلميذة «المدرّس» بنظراتٍ خائفة، وعوض أن يريها المعلم طريقة كتابة الرقم 5، قال لها: «زيدي أبنتي»، لترسم التلميذة الصغيرة خطّا أفقيا آخر في اتجاه اليسار، ثمّ خطا آخر نحو الأسفل، على شكل أدراج. وما كان من «المدرّس» حينها إلا أن استمرّ في تشجيع الطفلة بعبارة «زيدي أبنتي»، قبل أن يتوجّه بالكلام إلى التلاميذ قائلا: «شوفو خمسةٌ كي كاتّكتب». واستمر المعلم في الاستهزاء «كاتضحكي، ويلي ويلي على الزين»، بينما الطفلة ظلّت تنظر بنظرات تائهة بين الأستاذ والتلاميذ، ليعود «المدرس» إلى الاستهزاء منها من جديد بقوله: «آللا، هاداك اللي كتبتي راه سلك معوج»، ليردّ التلاميذ نفس العبارة، ويسألهم الأستاذ «السلك معوج شانو بْغا؟» ليردّ التلاميذ «السلك معوّج بغا يتزوّج». فكيف، إذن، لشخص لم يستطع حتى التعامل مع طفلة تعذرت عليها فقط كتابة رقم 5 ولا تعاني من أي خطب ولا أي نوع من أنواع الديسليكسيا التعامل مع أطفال يعانون من عسر القراءة والكتابة؟ عسر القراءة الجدير بالذكر أن عسر القراءة يعتبر من الإعاقات الأكثر خطورة بسبب عدم القدرة على التعرف إليه، خاصة بالنسبة للأسر التي تكون نسبة الوعي عندها ضعيفة مقارنة مع أخرى، فتتكون عندها فكرة أن مستوى الطفل ضعيف في الدراسة وحتى المدرسين في أغلب الأوقات، يصعب عليهم إدراك ماهية هذه المشكلة، فخبرتهم تكون محدودة فيما يتعلق بهذه الإعاقة، من حيث طبيعتها وأعراضها، لذلك غالبا ما يقعون في خطأ اعتبار الطفل كسولا أو مهملا في واجباته لغياب التوجيه داخل المؤسسات التعليمية. فتكون النتيجة إهمال من كلا الطرفين، ليجد الطفل نفسه في صراع مع ذاته، محاولا جاهدا إيجاد حلول للواجبات المدرسية في المنزل التي غالبا ما تنتهي بالفشل، الشيء الذي يفقده الرغبة في القراءة والكتابة، ويبدأ تجنبهما ورفضهما لعدم إدراكه سبب عدم تمكنه من أشياء يُفلح الآخرون بها بسهولة. تيب، ة، مدرس، هكذا كانت إعادة كتابة محمد، البالغ من العمر 8 سنوات، لبيت ومدرسة، تقول والدته: «لم أكن أعلم في بادئ الأمر أن محمد يعاني من خلل ما إلى حين استدعاء المدرسة لي وطلبها أن أقوم بمحاوله لإيجاد حل، باعتبار أن مستوى محمد ضعيف جدا لدرجه أنه لا يستطيع الكتابة ولا القراءة بطريقة جيدة؛ حاولت جاهدا لكن بدون جدوى، لأنه لم يكن يستطيع حتى إعادة كلمة كتبتها له مرارا وتكرارا، فأدركت أنه يعاني من خطب ما؛ بعد عدة استشارات مع الأهل والأصدقاء تأكدت في النهاية أن الأمر يتعلق بعسر النطق أو الديسليكسيا، وهي إعاقة تصيب بعض الأطفال، فيجدون صعوبة في الكتابة ويرتكبون أخطاء أثناء القراءة تتجلى في حذف كلمات أو أجزاء منها أو استبدالها أو قَلبها، خلل حدث لابني واعتبرته المدرسة غباء أو ضعفا، وهو أمر غير صحيح كما أكد لي الطبيب المعالج، فالأطفال الذين يصابون بالديسليكسيا لا هم أغبياء ولا متخلفين، وهذه الإعاقة لا علاقة لها بنسبة الذكاء». التشخيص المبكر التشخيص المبكر وتوفير برامج مسح للأطفال ما قبل المدرسة وإعطاء الخدمات المساندة، سواء في المنزل أو المدرسة والرعاية المناسبة وانضمامهم إلى برنامج تعليمي خاص تتعدد فيه وسائل شرح قواعد القراءة والكتابة بصورة مدروسة تستخدم فيها وسائل سمعية وبصرية وحسية مختلفة، ستمكن الطفل من اكتساب مهارات للتغلب على تلك الصعوبات ويتخطى بذلك حدود إعاقته، بل يتفوق بعد فترة. فالعديد ممن يعانون من عسر القراءة والكتابة حينما يلقون الرعاية الواجبة تتفتق لديهم مواهب قد تميزهم عن أقرانهم في مجالات صعبة كالفنون وعلوم الكمبيوتر والموسيقى... ففنانون ومبدعون كبار استطاعوا التغلب على هذه الإعاقة والوصول إلى مرتبة عالية من العلم والمعرفة أمثال وينستون تشرشل، الفنان بابلو بيكاسو، العالم ألبرت إينشتاين، الملاكم محمد علي كلاي، والفنان ليوناردو دافنشي وغيرهم من المبدعين. مرض العباقرة ليس له علاج نهائي مرض الديسلكسيا, ليس مرتبطا بالذكاء تقول سارة زرقيق أخصائية في اضطرابات القراءة, وليست له علاقة به وإنما بعسر القراءة ٬ تصيب الأطفال بطرق مختلفة وسببها الاختلاف في تركيبة المخ الذي يتعامل مع تحليل اللغة، ويؤثر بالتالي على المهارات المطلوبة للتعلم سواء في القراءة أو الكتابة أو الإملاء أو الأرقام. وهنالك عوامل أخرى، تضيف الأخصائية, خلاف الديسلكسيا، يمكن أن تسبب صعوبات في القراءة أو أخطاء في الكتابة، بمعنى أننا لا يمكننا تشخيص كل حالة تعثر في القراءة والكتابة بأنها حالة ديسلكسيا، لذا علينا أن نستحضر عوامل أخرى مسببة لتلك الصعوبات والأخطاء، وقبل أن نشخص الحالة بأنها ديسلكسيا، علينا أن نأخذ في الاعتبار تلك العوامل الأخرى، على أساس أن لا يكون الطفل يعاني من قصور في الذكاء أو من تخلف عقلي، بمعنى أن يكون انخفاض مستوى الذكاء عاملا مسببا للحالة، وألا يكون الطفل يعاني من خلل أو قصور عضوي ظاهر في البصر أو في السمع أو في الحالة الصحية عامة. مشيرة إلى أنه لا يمكن الكشف عن حالات الدسليكسيا قبل سن ثماني سنوات تقريبا، ذلك أن الأخطاء المرتكبة وصعوبات القراءة والكتابة هي نفسها بالنسبة لجميع الأطفال المبتدئين، غير أن هذه الصعوبات تستمر في حالات الديسلكسيا إلى ما بعد ثماني سنوات، بينما نجدها عند الأطفال الآخرين لا تشكل إلا مرحلة انتقالية لتصبح القراءة والكتابة بعدها عمليتين آليتين بالتدرج. وعادة ما تشخص عن طريق مرحلتين، الأولى بأسلوب الفحص المبسط، حيث يسأل الطفل مجموعة من الأسئلة أو يعرض لاختبارات مختلفة، والثانية عن طريق التقييم، وهي سلسلة اختبارات أكثر تعقيدا تهدف إلى تأكيد تشخيص الديسلكسيا، وفي نفس الوقت تقييم نقاط القوة والضعف في مقدرة الطفل على التعلم ومستوى ذكائه. لكن لعدة أسباب، من بينها عدم وجود تأطير للمعلمين داخل المؤسسات التعليمية وكذا قلة الوعي فيما يخص هذا النوع من الاضطراب, يجعل من الصعب التعرف عليه، خاصة أنه غالبا ما يقع الخلط بين عسر القراءة والكتابة وبين الكسل والغباء, الشيء الذي يجعلنا في معظم الأوقات أمام طفل يلزمه في بادئ الأمر علاج نفسي٬ لنستطيع بعد ذلك العمل على هذا النوع من الاضطراب. فالأسباب المحددة التي تقف خلف هذه المشكلة مازالت قيد النقاش والجدل. لكن عموماً، عسر القراءة يرجع في بعض الأوقات إلى أسباب عائلية، وراثية، فالأطفال الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالديسلكسيا، أو اضطرابات مشابهة على مدى تاريخ العائلة، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة وهناك أيضا العامل العضوي، حيث إن تلك المناطق من أدمغة الأطفال المصابين تتطور بصورة أبطأ مقارنة مع الأطفال العاديين، فضلا عن أسباب عصبية ونفسية. الديسليكسيا أو عسر القراءة ليس لها علاج نهائي، لكن هذا لا يمنع من وجود عدة طرق تساعد الطفل على التغلب على صعوبات القراءة والكتابة. لكن المشكل أنه في حالات عدة يكون الوقت عاملا أساسيا، خاصة بالنسبة للحالات الصعبة، فالديسليكسيا مستويات، حيث هناك الحادة منها، والتي يلزمها وقت كبير يتجاوز 7 سنوات للتغلب عليها والقدرة على تجاوزها، وهذه المدة ليست بالهينة، خاصة فيما يخص تكاليف العلاج التي تعتبر مكلفة جدا، حيث يضطر البعض إلى عدم الاستمرار فيه والاستسلام لواقع يمكن أن يتغير إذا ما توفرت إمكانات وميزانية خاصة من أجل تغطية صحية، وكذا بفتح مراكز لهذا النوع من الاضطراب، وإذا ما تم تأطير وتوعية كل من المدرسين والأسر لتعلم كيفية التعامل مع عسر القراءة والكتابة التي ارتفعت نسبتها في صفوف الأطفال، بنسبة يصعب التكهن بها لعدم وجود إحصائيات لعسر القراءة والكتابة. لذلك نعمل جاهدين, من خلال عملنا الجمعوي, تضيف سارة زرقيق و هي رئيسة الجمعية المغربية للمختصين في النطق والتخاطب, على القيام بدراسات حول اضطرابات القراءة والكتابة في المغرب والتعريف بعمل الأخصائيين في هذا المجال في العديد من المدن المغربية، وسنحاول كذلك القيام بإحصائيات تشمل عدد المصابين، وهو عمل يستلزم الكثير من المجهودات التي يمكن أن تكون فعالة بمساعدة جهات مختلفة، حتى نتمكن في النهاية من التعريف بالديسليكسيا ونرصد آليات التغلب عليها. بوتوت: الجهل بالإصابة وسط المعلمين والآباء يجعل الأطفال ضحية للهدر المدرسي - ما هي أهداف الجمعية؟ هناك أهداف عامة نشرناها على موقعنا www.amd-dl.com أما الأهداف المرحلية فتتلخص فيما يلي : برمجة تكوين معمق في موضوع الديسليكسيا يؤطره الدكتور محمد مكاوي، والذي سبق أن استفاد من تكوين في الجمعية العالمية للديسليكسيا ورخصت له الجمعية المذكورة بترجمة أدبياتها إلى اللغة العربية، والسيدة جوديت رئيسة هذه الجمعية هي التي أحالتنا على الدكتور محمد مكاوي بعد أن اتصلت بها على العنوان البريدي للجمعية العالمية للديسليكسيا. توقيع شراكات مع المؤسسات التربوية من أجل التحسيس بمرض الديسليكسيا ثم إجراء مسح لهذه الحالات عبر الفرز والكشف، أما التشخيص الدقيق فيعهد إلى المختصين كأخصائي تقويم النطق، طبيب نورولوجي، طبيب نفسي. إلى جانب الديسليكسيا أو العسر القرائي، تشتغل الجمعية في محاربة الأمية (وقد نجحنا في تحرير أكثر من 160 مستفيدا من الأمية داخل المجال الحضري والقروي لمدينة سطات انطلاقا من شراكتين مع النيابة الإقليمية بسطات) وكذا الهدر المدرسي، حسب قانونها الأساسي. - ما هي أبرز المشاريع التي تقومون بتنفيذها؟ بدأنا ببرمجة تكوين لفائدة أطر الجمعية المغربية للديسليكسيا وبالحملات التحسيسية لفائدة المدرسين وآباء وأولياء التلاميذ، في إطار تنفيذ بنود الشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الشاوية ورديغة ونيابة التعليم بسطات، وعندما نتمكن من الوسائل البشرية واللوجيستيكية سنقوم بإجراء مسح لحالات الديسليكسيا بالمدارس الابتدائية التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية بسطات، في إطار الشراكة التي وقعناها ؛ كما أنجزنا يوما تحسيسيا لفائدة الأطر التربوية وأمهات تلاميذ قرية الأطفال بآيت اورير، وكل هذه الأنشطة موثقة على موقعنا ما هي الأعمار التي تستقبلها الجمعية ؟ لا تتوفر الجمعية على مركز لمواكبة حالات الديسليكسيا، ثم نحن لازلنا في طور التكوين الذي يتطلب منا جهدا خاصا في هذا المجال، والتحسيس بخطورتها في أوساط المدرسين والذين نجد نسبة مهمة منهم لا تعرف شيئا عن هذه الإصابة، وكذلك آباء وأولياء أمور التلاميذ. أشير إلى أن جل أعضاء المكتب المسير للجمعية يشتغلون في التعليم العمومي بجميع مراحله ( جامعي،ثانوي، إعدادي، ابتدائي ثم مديرين ومكونين لذا فهم يقدرون أهمية البحث وتعميق المعرفة بموضوع الديسليكسيا وانصح جميع المهتمين بالكشف عنها منذ السنوات الأولى للتمدرس لان التلميذ يجب أن يمتلك المهارات القرائية في السنة الرابعة ابتدائي ليتمكن من استغلال هذا التمكن في التحصيل الدراسي طيلة مشواره التعليمي، وما النتائج السلبية التي حصل عليها تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي في قياسي بيرلز وتيمس لسنيتي 2006 و2010 إلا دليل على وجود اختلالات في تدريس مكون القراءة في مدارسنا - ما هو حجم المشكلة في المغرب؟ إلى حدود علمي، فالدولة العربية الوحيدة التي أنجزت مسحا لحالات عسر القراءة والكتابة هي الكويت الشقيقة، وقد صرح الدكتور محمد قطامي رئيس الجمعية الكويتية للديسليكسيا لإحدى القنوات التلفزية الكويتية بما مجموعه 50 ألف إصابة، أي بنسبة 10 بالمائة من البنات و12 بالمائة من الأولاد. أما في المغرب، فقد ازداد الاهتمام الفعال بذوي الاحتياجات الخاصة من طرف جلالة الملك، وتم دعم هذا الاهتمام بمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية بمراكز خاصة ووسائل حديثة تخدم هذه الفئة من التلاميذ المغاربة. - هل هناك مراكز خاصة لهذه الحالات ؟ تعرفت على مركز خاص تديره الجمعية المغربية لاضطرابات التعلم وقد استقبلتنا السيدة زهور قويدر، رئيسة الجمعية، بمقر الحي الحسني بالدار البيضاء وهي الجمعية المغربية لاضطرابات وصعوبات التعلم، تهتم بحالات خاصة جدا لأطفال يعانون صعوبات في التلقي الدراسي، وتسعى بأنشطتها، بصفة عامة، إلى حماية حقوق الطفل، وبصفة خاصة إبراز خصائص اضطرابات وصعوبات التعلم والتكفل بالحالات التي يتم رصدها، كما تشتغل الجمعية على مجالات اختصاص تشمل تنظيم وتأطير كل الأنشطة، التي من شأنها تحقيق الإدماج الدراسي والاجتماعي، ومساعدة ومصاحبة الأطفال ذوي اضطرابات وصعوبات التعلم، والعمل على إدماج هذه الفئة في الحياة المدرسية والتكوين، من خلال إدراج مضامين تربوية تخصها في البرامج الحكومية. - هل من علاقة مع جهات رسمية وأهلية؟ راسلنا وزير التربية الوطنية السابق وطلب منا إرسال ملفنا القانوني عن طريق الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، واستقبلنا المسؤول السابق عن ذوي الاحتياجات الخاصة، الأستاذ لحبيب عمي، ومكننا من منشورات في موضوع الديسليكسيا، ونحن نتواصل مع المسؤول الحالي الأستاذ البوكيلي، ونرجو أن يثمر هذا التواصل برنامجا يخدم المصابين بعسر القراءة والكتابة. وقد أنجزنا بشراكة مع معهد علوم الصحة التابع لجامعة الحسن الثاني نشاطا تحسيسيا قدمنا خلاله شريطا تربويا يعرف بالديسليكسيا لفائدة آباء وأولياء ذوي الاحتياجات الخاصة، في إطار الأيام التحسيسية التي نظمها المعهد حول التعريف بمهنة أخصائي تقويم النطق. - كيف تتلقون الدعم ؟ الدعم الذي نحصل عليه هو من المجلس البلدي لمدينة سطات، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني التي يدعمها المجلس، إلا أن مقدار هذا الدعم لا يمكننا من تحقيق مشاريعنا المستقبلية، وقد طلبنا دعم تكاليف موقعنا على الأنترنت من وزارة الثقافة، لأننا نشتغل على موضوع القراءة ونرجو أن توفر لنا الوزارة مركزا مجهزا يمكننا من برمجة مشاريع متقدمة لفائدة المصابين بالعسر القرائي. - ما هي رسالتكم للمسؤولين الحكوميين، سواء في مجال الأسرة والطفولة أو في مجال التربية والتعليم. بالنسبة للمسؤولين الحكوميين، وباعتباري أستاذا مكونا سابقا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، أرى بأنهم يدركون حجم مسؤولياتهم أمام انهيار منظومة التربية والتعليم وحاجتها إلى إصلاح حقيقي يقطع مع جميع أشكال الاستعجال والارتجال، ويضمن جذرية الإصلاحات واستمراريتها. رسالتنا إليهم أن يكون المتعلم المغربي في قلب العملية التعليمية التربوية كما ينص على ذلك الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وأن تعطى الأهمية لمكون القراءة لما له من تأثير على تحصيل المتعلم المغربي في كل أطوار التعليم. وإذا كان المصابون بعسر القراءة والكتابة يشكلون نسبة هامة من ستة إلى عشرة بالمائة (كل مدرس يحتوي فصله على مصابين بالديسليكسيا حسب بعض الإحصائيات)، وبالتالي فهي تؤثر سلبا على مستواهم التحصيلي ( متأخرون ب 18 شهرا بالمقارنة مع متعلمين من نفس عمرهم الزمني) وأمام عدم معرفة المدرسين وآباء وأولياء أمور التلاميذ بهذه الإصابة، فإنهم يقعون ضحية للهدر المدرسي، لذا يجب أن نوحد جهودنا جميعا من أجل مواكبتهم، وإذا كانت الأبحاث تؤكد العامل الوراثي للديسليكسيا، فإن عدد المصابين سيرتفع إذا أهمل علاج حالات الإصابات الحالية. * حسن بوتوت، رئيس الجمعية المغربية للديسليكسيا بسطات زينب حرثان