تعاني ساكنة عدد من دواوير جماعة سوق الطلبة من مشكلة قطع التيار الكهربائي عن منازلهم من قبل مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء بدعوى عدم تسديدهم لمستحقاته لمدة تتراوح ما بين 4 و 5 سنوات. و كانت البداية يوم الثلاثاء 19 أبريل مع دوار الشواريين الذي تم قطع الكهرباء عن ساكنته كلها ليصل بعد ذلك تهديد قطع التيار إلى كل من دوار الشراركة ودوار أولاد علي الطليق وإلى باقي الدواوير الأخرى ، ليعودوا إلى استعمال الشموع والمصباح التقليدي . الأمر الذي دفع عددا من ساكنة هذه الدواوير بالاتصال بقائد جماعة سوق الطلبة وتقديم شكاياتهم له ، واتصلوا كذلك ببرلماني العدالة والتنمية وبرئيس المجلس القروي وبعض ممثلي المجلس القروي ، كما اتجهوا عند مدير المكتب الوطني للكهرباء بالقصر الكبير ليفاجئوا بأنه يطالبهم بتسديد مستحقات المكتب قصد إعطاء أمره لإعادة تزويدهم بالكهرباء، ونظرا لثقل المبالغ المالية التي على عاتق كل واحد منهم والتي لا يستطيعون دفعها مرة واحدة ، قدم لهم التزام وطالبهم بتوقيعه والمصادقة عليه يلتزمون فيه بتسديد هذه المستحقات، و سيقوم بعد ذلك مسؤول المكتب بتقسيم الديون على مدة تتراوح ما بين سنتين إلى أربع سنوات. لكن الغريب في هذا الالتزام الذي رفض غالبية السكان توقيعه أنه لا يتضمن المبالغ التي يجب تسديدها من قبلهم ، بمعنى أنهم يوقعون على بياض حسب تعبيرهم. وقد صرح لنا عدد من ساكنة هذه القرى أن الضرر قد لحقهم من المكتب الوطني للكهرباء الذي يتحمل المسؤولية كاملة لكونه لم يقم بهذا الإجراء في السابق ولم يتحرك إلا حين أصبحت الديون متراكمة ويصعب عليهم دفعها، كما أنه قام بقطع التيار على بيوتهم بعد أن أصبح الكهرباء بالنسبة لهم ضروريا في حياتهم اليومية. كما أفاد العديد منهم أنهم سيعملون كل ما في وسعهم من أجل أن يرفع هذا الحيف الذي طالهم وسبب لهم معاناة كبيرة، فبعد أن كانوا يعتبرون أن ربط منازلهم بالكهرباء نعمة ها هي تتحول إلى نقمة بسبب المبالغ الكبيرة التي يجب دفعها للمكتب مقابل إعادة استفادتهم من خدمات المكتب، وإلا فلا استفادة من الكهرباء. وفي الوقت الذي تجد أن البعض يرفض تسديد هذه المبالغ تجد آخرين يقبلون التسديد بالتقسيط لكن شريطة أن يتضمن الالتزام المبالغ المالية التي على عاتقهم حتى يكونوا على دراية بما عليهم من ديون. وقد علمنا أن عددا من الجهات بدأت تتحرك من أجل إيجاد حل لهذا المشكل العويص بعض أن اتصل بهم الساكنة وعلى رأسهم البرلماني سعيد خيرون ورئيس المجلس القروي لجماعة سوق الطلبة وبعض المستشارين والسلطات المحلية. وأخيرا نهمس في آذان مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء ما هكذا يتم التعامل مع مشاكل ساكنة العالم القروي وخاصة بهذه الجماعة المفتقرة إلى كل أسس التنمية وإلى كل ما يمكنه أن يخفف معاناة ساكنتها التي تتخذ من الفلاحة التقليدية مصدرا لعيشها.