إلى الكاتبة زهرة زيراوي ضميرا لا يخمد 1- وحدة الفراق الوحدة الممتدة كالثلج تحت قدميك، المزدحمة بالطواويس وطيور السمان التائهة. الوحدة التي سكنت خلجاتك منذ فراقنا الأخير منذ فراقنا الآثم، أنيابها نهشتني طويلا تجدرت في كالنحيب، كجنازة وسط الفرح. صورتك الباسقة البعيدة، تنتصب في دمي كأسلاك شائكة، كجدار فاصل بين الظلام والنور. 2- مراراة الذكريات أنا ما كنت لأعبر كل هذه الفيافي المحفوفة بعزلة الجليد واللامبالات، عائدا في الماضي والذكريات المسننة. كأبطال التراجيديا عائدا إلى قدر لا مر منه. أنا ماكنت لأجدف ضد هدير التيار لولا أني أعرف أنه خلف الأمواج العاتية، المصطخبة في القلب، تقفين خفاقة ومنذرة، كراية سوداء أنا ما كنت لأسقط الوعد بالنسيان لو لم ألمح خلف الماء صورتك الأولى ناصعة وواضحة، كعرش من قبل تستوين عليه غير مبالية بالبحر ومرور الزمن. راسخة أنت في الأعماق، كزهرة مرة تنمو في اللسان راسخة وقديمة، كجبل من كلمات حنونة باسقة وجميلة ومؤلمة يصعب اقتلاعك كرمح مغموس بالدم. 3- جليد مفترس طريق الحب إليك لم يكن سهلا ومعبدا كما وعدتني في البداية، كما وعدني جمالك الوارف. كنت تشبهين طائرا أرجوانيا على بيضة زرقاء ورغم حنقك الشديد كانت نوبات غضبك كالسماء، على مر الأيام مشتعلة بالسحب، تعبرها ومضات سعادة غريبة. لم يكن المشي معك مفروشا بسجاجيد من ماء. كان مشيا مضنيا لم تكن شفتاك يسيرتين لشفتي في الصباح تهجرني النوارس في المساء تتخلى عني أجنحة الملائكة غير مستور، مفضوحا وعاريا ككلمة حق، في جزر من ظلام. لم يكن الغناء معك دائما مريحا ولا الرقص أيضا معك كنت أقف وحيدا محاطا بجزر الوحدة والثلوج الضارية.