كلما رأيت الثلج يتساقط في غربتي الموحشة لاحت في القلب غصة ... أبحث عنك كطفلة صغيرة افتقدت إلى حنان أبيها ... أقف لساعات على شرفة البيت .. أترقب سقوط الثلج وأناجيه عله يذهب لحبيبي ويخبره بما أعاني ... هذه القطرة كانت تمرح وتتراقص في المحيط للسماء..... وغازلتها الشمس بأشعتها لتحلق في أعالي السحب .. لتتحول إلى ثلج لأجدها هنا أمام ناظري ...موقنة أن مصيرها ترحل لتعطي وتنتهي لتعود .... عندما يسقط الثلج أستنشق دفأك .. وأفتح نوافذ روحي .. أترك العنان لمخيلتي .. أشعر أن الثلج ببياضه يغسلنا من زيف الحياة ولذلك أشتاق أليك أكثر عند هطول المطر وسقوط الثلج .. أشعر أن كل قطعة ثلج تتكلم عن صدقك وطيبة قلبك .. بل أتامل وجه الشبه بينك وبين حبة الثلج .. فهي نقية بنقاء روحك ... وحنونة مثلك ... عجيب أمرك !! كلما رأيت شيئا جميلا وجدته يشبهك .. وأخذ من طباعك صفة .. علاقتي مع الثلج قديمة .. فهي معك قصيدة فرح لا تنتهي ... ولحن الموسيقى التي تقربني أليك أكثر .. يصبح الكون دنيا من الفرح .. وبينما أنا بعيدة عنك يؤرقني الثلج ويحاصرني بسقوط حباته يشعرني بالوحدة لأنك بعيد عني ... تسألني حباته عن غيابك ... وكلما شعرت بالبرد حضنت ذكرياتي معك واستنشقت عبيرك .. وضممت بهدوء نبرات صوتك في مسمعي وكلما تتلعثم ويخونك التعبير تقول لي شلون الصحة التي تؤرقك بمتاعبها ... كلما عرفنا الأشياء الصادقة في حياتنا تزداد جمالا وبهاءا وتجعلنا أكثر تفاؤلا .. بنقاشاتنا معا نرسم مفاهيم جديدة لهذه الحياة ... كم أنت رائع عند سقوط الثلج .. وأتذكرك عند سقوط حباته واكتشفت أنني كنت أجهل أشياء كثيرة عنك .... أنت والثلج تتشابهان هو يرحل من مكان إلى مكان ليسعد الناس ويلقي بنفسه ليسعد الأرض ولتنمو الحياة وأنت بحديثك اليومي معي تزرع الفرح بروحي وتغسل كل الأحزان من حولي بلمسة حنانك