النقاش الدائر وربما المفتعل حول برنامج صولا لا أجد له مسوغا في نظري المتواضع، حيث تم تحميله أكثر مما يحتمل، بل أرى أنه ينسجم مع رغبة مخزنية مخابراتية أكيدة في إسكات بلبل حر أسر المغاربة و غير المغاربة بصوته وأخلاقه، وعبر بكل جرأة عما عجز فنانونا عن قوله. والحصار المضروب على الأخ رشيد يوضح قبولَه دعوات البرامج العربية و التركية وهذا حقه، بل إن هذه الدعوات فرصة بالنسبة إليه لكسر هذا الحصار وكشف زيف الشعارات المخزنية بالمغرب وهذه ميزة فيه يُحْمَدُ عليها. وحتى وإن كانت المذيعة "كذا و كذا" فلا يَمْلِكُ وهو مجرد ضيف أن يتحكم في تصرفاتها. وشخصيا أثبتت لي التجارب أن الحكم على الناس ليس باللحية أو بالحجاب، فَرُبَّ متبرجةٍ هي أكثر تخلقا ومروءة ورجولة من ملتحين و متحجبات. لهذا لن أحكم على أصالة لمجرد مشاهدتها تتعامل هكذا. و بالمقابل أُكْبِرُ فيها نصرتها لشعبها وقولها للظالم يا ظالم. لست من متتبعي برنامج أصالة و لكن إذا كانت هي هكذا تتصرف بعفوية مع كل ضيوفها فلا يجوز إساءة الظن بها بَلْهَ بضيوفها. ما نرجوه و نأمله: حوار عميق يتناول الصميم وهو لماذا تُمْنَعُ الأصواتُ الحرةُ من مكانها على شاشاتنا؟ وكيف السبيل إلى استرجاع هذه الحقوق؟ وليس أن نقول للممنوع لِمَ قبلت دعوةً ماَ، وجلست إلى شخص ما، وقبلتَ تصرفاته بشكل ما!! غفر الله للمتهافتين! جلسْتُ إلى أخي رشيد غلام وما رأيته إلا متحدثا عن الله و عن نعم الله و أفضاله. مرهف الإحساس، لين المعاملة، طيب الأخلاف سمحها، سريع الانسجام وتأليف الناس حوله، متواضعا محبوبا إلفا مألوفا. أرجو الله أن يوفقه و يثبته، ولايسعني هنا إلا نُصْرتُه والتضامنُ معه في ظل الحصار الشديد عليه و المنع المتواصل له. وهاقد ساهم الكثيرون بهذا الحوار "غير المحسوب" في تضييق الخناق على الرجل أسأل الله أن يشرح صدره. كان الله لك أخي رشيد!