إن فلسطين قضية المسلمين جميعا وليست قضية الفلسطينيين وحدهم لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وهو تحت ولاية المسلمين والوضع الذي يعيشه الآن هو وضع استثنائي لا يجوز لأحد من المسلمين أن يقبل به أو يرضى ويسلم بالواقع، ففلسطين أرض إسلامية والمسجد الأقصى أسير لدى هؤلاء الصهاينة، والذين يعيشون في غزة والضفة الغربيةوفلسطين ينوبون عن الأمة الإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني فحقهم الشرعي هو الدعم والمساندة، وواجبنا ونحن في أجواء الهجرة النبوية أن ننصرهم بما نستطيع فهم مهجرون ومشردون ولاجئون في أوطانهم وفي أوطان غيرهم وجميع المواصفات التي توجب نصرتهم متحققة فيهم، فهم مسلمون ومرابطون ومستضعفون ومحاصرون وجائعون، وقضية فلسطين هي محل إجماع العلماء المسلمين بمذاهبهم، والذي يمكن فعله الكثير من ذلك جمع التبرعات والمساهمات والبحث عن الطرق الكفيلة بوصولها وتنظيم الوقفات والمسيرات إضافة إلى التعريف بالقضية وتاريخها من خلال خطب الجمعة والندوات والمحاضرات والبرامج وأيضا إرسال الرسائل للحكام والمنظمات الدولية للاحتجاج على الحصار الظالم الذي ينفذ ضد إخواننا في غزة، ونعلم بأن هذا وحده لا يكفي ولكننا إذا تركناه هو الآخر فمعنى ذلك الصمت والقبول بالواقع وهذا سيزيد الصهاينة جرأة على المضي في مخططاتهم. إن المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره، فلا يظلمه ولا يترك من يظلمه وهذا من مقتضيات الأخوة في الدين ألا تظلم أخاك وألا تترك من يظلمه فتنصره على ظالمه بما تستطيع، ويخطئ من يظن بأننا إن مكثنا في حدود آمنة فإنه لن يصل إلينا ما يجري في بلدان أخرى إن تحرير فلسطن هو تحرير للعالم العربي الإسلامي واحتلال هذه الأرض المباركة من قبل هؤلاء الصهاينة يرمز إلى هيمنة عالمية تمارسها الدول الكبرى، ومع ذلك فإن الحق لا يسقط بالتقادم ولا بسياسة الأمر الواقع، وقد وعد الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات وجاهدوا في الله حق جهاده بأن ينصرهم، فمن غير المعقول أن يترك هؤلاء الفلسطينيون للتجويع والحصار والقتل، بل يجب فعل أي شئ ممكن معنويا وماديا وقبل هذا وبعده الدعاء الصادق فإنه سلاح المؤمن يقول تعالى:يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله فالأمة بحاجة في هذه الظروف العصيبة أن تثبت على مبادئها وأن تذكر ربها وتتضرع إليه وتسأله الفرج والنصر، والعلماء هم أداة التوعية والتوجيه في الأمة خاصة في مثل هذه القضية وهي قضيتهم وقضية الحكام وقضية الشعوب على السواء.