سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ندوة رابطة علماء المغرب فرع البيضاء حول رسالة المسجد: دعوة إلى استعادة أدوار المسجد كاملة وخذلان الشعب الفلسطيني من "التخلف" و"التولي" و"السبع الموبقات"!
نظمت رابطة علماء المغرب يوم الجمعة 01/10/2002 بالبيضاء، ندوة بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج تحت عنوان "رسالة المسجد"، وشارك في الندوة التي ضمها مسجد الهدى كل من الدكتور رضوان بن شقرون والدكتور مولاي عمر بن حماد والدكتور عز الدين توفيق الذي أكد في بداية الندوة على أن وظائف المسجد أكبر وأكثر من الوظائف المشاهدة حاليا، ودعا إلى وجوب معرفة أكبر قدر من المهام التي يقوم بها المسجد، والتعاون بعد ذلك لاستعادة كل دور تم إقصاؤه أو تنحيته، مضيفا أنه "إذا أردنا أن نعرف أدوار المسجد ومهامه فعلينا أن نعود إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأوضح الدكتور عز الدين توفيق أن المساجد قد بنيت من أجل إقامة الدين، فالدين نزل في صورة علم إلهي، ولكن هذا العلم يجب أن يترجم إلى حياة إنسانية فردية وجماعية، مؤكدا على أن الدين مجموعة من العرى أولها الحكم وآخرها الصلاة، والمسجد هو المكان الأول الذي تظفر فيه هذه العرى وتثبت. وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجمع في مسجده بين إقامة الصلاة والفتيا والحكم وأن إقامة الدين تحتاج إلى ثلاث فئات: عامة الأمة وعلماؤها وأمراؤها.. وخلص إلى أن وظائف المسجد إن كبرت في أذهاننا كبرت في الواقع وإن صغرت انحصرت. وأشار الدكتور عمر بن حماد إلى أن رسالة المسجد هي ضمن رسالة المسلم ودعا إلى البحث عن "الرسالية" في المسجد وغير المسجد مؤكدا على أن المسلم عليه أن يسأل نفسه: ما هي رسالتي في الحياة وماذا أديت من هذه الرسالة وماذا تركت؟. وأضاف بن حماد أن المسجد من المؤسسات التي تقلصت وظائفها في المجتمع الإسلامي المعاصر، وأن الخطر يكمن في عدم الشعور بتقلص الأدوار الكثيرة للمساجد التي تحولت إلى قاعات للصلاة فاستقر في الأذهان أن دور المسجد ينحصر في إقامة الصلاة فقط. أما الدكتور رضوان بن شقرون خطيب المسجد الذي ضم الندوة فقد تبين أن الحديث عن رسالة المسجد يعني الحديث عن رسالة رواد المسجد، مضيفا أن المسجد في الإسلام كان هو المعسكر والمحكمة وبيت المال... وأن هذه المهام كان يقوم بها المسلمون داخل المسجد.. ولم يفت علماء المغرب في ذكرى الإسراء والمعراج تذكر وضعية المسجد الأقصى الذي أسرى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشدد الدكتور عز الدين توفيق على مسؤولية المسلمين تجاه المسجد الأقصى فقال: "أكثر من 53 سنة والمسجد الأقصى تحت احتلا بغيض، يفقأ عيون المسلمين ويجلل رؤوسهم بالتراب" وأضاف "احتلال من قبل دولة مفتعلة مهزوزة ومقطوعة الجذور تتحدى مليار ونصف مليار مسلم.. هذا هو الهوان والخذلان والتقصير والإهمال.." وأوضح الشيخ عز الدين توفيق أن الأمل قد تجدد بانطلاق انتفاضة الأقصى التي هي الانتفاضة 26 منذ الانتداب البريطاني. وحمد الله على دخول الانتفاضة عامها الثالث رغم قيام العدو بأكثر من أربعين محاولة دبلوماسية لوأدها في جميع أنحاء العالم: الولاياتالمتحدة، الأممالمتحدة، الدول العربية، السلطة الفلسطينية... ورغم ذلك نجحت الانتفاضة في إفشال كل المؤامرات. وأكد على أن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم وكذا القدس والمسجد الأقصى، مذكرا بأن تلك الأرض المباركة هي وقف إسلامي منذ أن فتحها سيدنا عمر وحررها صلاح الدين الأيوبي، وأنها في أعناقنا جميعا، وبعد ذلك حيى الشعب الفلسطيني وحيى جهاده برجاله ونسائه، ودعا إلى مقاطعة العدو ومن يناصره وشدد على ضرورة دعم المجاهدين وصمود الشعب الفلسطيني لأن اليهود يسعون بكل وسيلة لتهجيره ليصبح الفلسطينيون أقلية في القدس والمناطق العربية، وجدد الدعوة إلى تفعيل سلاح المقاطعة قائلا: يجب أن نسالم من سالمهم ونحارب من حاربهم ونقاطع من قاطعهم. وأردف أن ذلك كله ميسور بدءا من الدعاء إلى المقاطعة لأنه لا يكلف أرواحا! وانتقد الدكتور وقوف المسلم على الرصيف والتفرج على مأساة إخوانه وأفتى بأن ذلك "لا يحله" لأنه من "التخلف" و"التولي يوم الزحف" و"من السبع الموبقات" و"أن الانتفاضة زحف يشمل المسلمين أجمعين.. والزحف يعم الأمة كلها ولا يجوز لأحد أن يتولى وقد انطلق الزحف" وأن الفلسطينيين ليسوا سوى رأس الحربة وطليعة المجاهدين" وانتهى الدكتور عز الدين توفيق إلى أن المشروع الصهيوني مشروع عالمي وأنه يتقوى داخل فلسطين بنفس الدرجة التي يتقوى خارجها من خلال التطبيع والمبادلات التجارية وغيرها... مضيفا أن كل خطوة تقرب بلدا مسلما من الإسلام فهي خطوة نحو المشروع الإسلامي وخطوة ضد المشروع الصهيوني. وختم الدكتور بن حماد الندوة بأن رسالة الإسراء والمعراج تذكرنا بوضعية المسجد الأقصى، وحال أهلنا هناك وأضاف أن المواجهة تشتد في الخط الأمامي بقدر اطمئنانهم على الخطوط الخلفية وأن المسجد الأقصى هو مقياس عزة الأمة وذلتها. إسماعيل العلوي