حذر الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة الفلسطيني، ورئيس المجلس الفلسطيني الأعلى للقضاء من التهاون في قضية الأقصى وعدم وقوف الأمة في مواجهة المخططات الإسرائيلية. وأعرب في حديث ل"التجديد" عن خشيته من استغلال إسرائيل للظروف السائدة والضعف الذي ينتاب الأمتين العربية والإسلامية لتحقيق أهدافها بواسطة الجماعات اليهودية التي تزور الأقصى ضمن ما يخططون لأجله. وقال إن الشعب الفلسطيني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس سيبقى رأس الحربة في الدفاع عن الأقصى ولن يمكن اليهود منه بأي حال من الأحوال. وشدد التميمي على حرمة السياحة إلى الأقصى وفتحه أمام اليهود وغير اليهود على ضوء المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى والمخططات المعلنة من قبل الجماعات الدينية الإسرائيلية المدعوة من الحكومة الإسرائيلية بوضع حجر الأساسي وبناء الهيكل في ساحات الأقصى وهدمه.وفيما يلي نص الحديث كاملا مع الشيخ التميمي: الأقصى في رمضان * بداية كيف تصف لنا وضع المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك؟ الأقصى والقدس الشريف يتعرضان للحصار الخانق خاصة مع إقامة الجدار الفاضل الذي يغلف القدس الشريف بهدف منع المسلمين من الوصول إليه، ورغم ذلك ناشدنا الشعب الفلسطيني في كل مكان للسعي وبذل الجهد للوصول إلى المسجد الأقصى مهما كلف الأمر من تضحيات لأن الصلاة في المسجد وشد الرحال إليه تعني الدفاع عنه والمحافظة عليه. وأوكد أن المسجد الأقصى والقدس بأسرها في خطر لأن الجدار الفاصل الذي تتم إقامته يغلف المدينة بغلاف يمنع أي مسلم من الوصول إلى المسجد الأقصى. وقد أدت الإجراءات الإسرائيلية إلى تقليص عدد المصلين القادمين إلى المسجد كما فرضت قوات الاحتلال في محيطه إجراءات مشددة للحيلولة دون اكتظاظه بالمصلين. فعاليات رمضانية * وما أهم الفعاليات الفلسطينية في المسجد خلال هذا الشهر؟ شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة والتوجه إلى الله، وفيه نجدد البيعة مع الله ونعاهده أن نكون من المدافعين عن أقصانا ومقدساتنا في فلسطين بكل ما نستطيع من إمكانيات. وقد أعددنا مجموع من البرامج التي تشمل الدروس الدينية والوعظية وعدد من الفعاليات، كما تساهم عدة جهات في تنظيم فعاليات دينية مختلفة. حرمة سياحة اليهودي إلى الأقصى * وما تعليقكم على القرار الإسرائيلي بالسماح لليهود بالسياحة إليه ودخوله؟ أول بيان صدر من المجلس الأعلى للقضاء حرم السياحة إلى الأقصى أمام اليهود وغير اليهود على ضوء المخاطر المحدقة به والمخططات المعلنة من قبل الجماعات الدينية الإسرائيلية المدعومة من الحكومة الإسرائيلية بوضع حجر الأساسي وبناء الهيكل في ساحات الأقصى وهدمه. ويجب ألا ننسى أن الذي حرق المسجد الأقصى عام 1969 هو سائح أسترالي اتضح أنه يهودي متعصب، واتضح أن الذي أدخل القنابل عام 1980 هو مجموعة من السياح وبناء على هذا الخطر الواضح قلنا إنه لا يجوز ويحرم فتح الأقصى أمام الأجانب. الشعب الفلسطيني رأس الحربة * وما الذي يمكن أن يفعله الفلسطينيون لوقف هذه الاعتداءات ودخول الأفواج اليهودية إلى المسجد؟ نؤكد أن الشعب الفلسطيني في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس سيبقى رأس الحربة في الدفاع عن أقصانا ومسجدنا ولن نمكن اليهود منه بأي حال من الأحوال. وقد قمت بزيارة لعدد من الدول العربية والإسلامية لاستنهاض الأمة لتقوم بواجبها في الدفاع عن المسجد الأقصى بينها المملكة العربية السعودية وقطر، والتقيت مسؤولي وقادة هذه الدول وشيخ الأزهر، ولم نتوقف في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى بكل ما أوتينا من قوة. وحذرنا مجددا من سعي الاحتلال لتحويل جزء من الأقصى إلى كنيس كما حدث في المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل، حيث تعلن إسرائيل أنها تريد أن تطبق ما طبقته في الحرم على الأقصى المبارك لكن لن نمكنهم من ذلك وأقول إن موضوع فتح باب السياحة والزيارة خطوة أولى في تطبيق هذا الأمر. لقد كانت بداية تهويد الحرم الإبراهيمي بالزيارة لقبور الأنبياء وبعد ذلك أدخلوا الجيش والسياح إليه، ثم ارتكبوا المجزرة الشهيرة مع فجر يوم الجمعة منتصف رمضان1415ه وأطلق المستوطن جولدشتاين نيران سلاحه التي حصدت أرواح عشرات المصلين. لقد أغلقت قوات الاحتلال في حينه الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين وقسمته للحفاظ على أمن المستوطنين ومنعت المسلمين من الصلاة فيه، كما تخضع الأحياء المحيطة به لحظر التجول شبه المتواصل، وهذا ما يحدث للمسجد الأقصى بشكل تدريجي. الموقف العربي والإسلامي * وكيف تنظرون إلى الموقف العربي والإسلامي تجاه المسجد الأقصى؟ لقد حذرنا ونحذر مجددا من التهاون في قضية الأقصى وعدم وقوف الأمة في مواجهة المخططات الإسرائيلية، نخشى في أن تستغل إسرائيل الظروف السائدة والضعف الذي ينتاب هذه الأمة لتحقيق أهدافها بواسطة الجماعات اليهودية التي تزور الأقصى ضمن ما يخططون لأجله. الأقصى جزء من عقيدتنا وعقيدة الأمة بأكملها، والدفاع عنه بالنفس والمال والكلمة أصبح الآن فرض عين على كل مسلم وهو من أوجب الواجبات على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. المطلوب من الشعوب * وما المطلوب من الشعوب العربية تجاه الأقصى؟ الشعوب تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة، فحينما يتحرك الشعب العربي والإسلامي ويخرج إلى الشوارع يعبر عن غضبه وتنديده ورفضه لما يجري ينعكس ذلك على مواقف رسمية لحكام هذه الدول وهذا سيؤثر على الوضع في الحرم والأقصى، وستجد إسرائيل وأمريكا أن الشعوب العربية والإسلامية تقف بقوة للدفاع عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم لن تستمر في طغيانها واعتداءاتها، وعل العكس فإن السكوت المريب يشجع إسرائيل على الاستمرار في خططها. ومن أوجب الواجبات على الأمة الآن الدفاع عن الأقصى، وتحريره وتطهيره من الدنس الصهيوني. أفيقوا * هل من كلمة أخيرة: إذا لم تتحرك الشعوب الإسلامية لإنقاذ الأقصى المبارك الذي يمثل شرف وكرامة وعقيدة هذه الأمة فسيسجل التاريخ أن الأمة الإسلامية قد فرطت بشرفها وكرامتها وعقيدتها.. آن الأوان أن تستيقظ الشعوب من نومها وتفيق من غفلتها لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الأقصى الأسير، الذي يصول ويجول فيه الآن الحاخامات والمهدد بتدنيسه والاستيلاء عليه وإقامة الهيكل في ساحاته أو هدمه وإقامة الهيكل مكانة. ونكد أن الهدف ليس ديني بل سياسي لأن هوية فلسطين الأقصى وإذا ما طمست يسهل الاستيلاء على القدسوفلسطين بكاملها. فلسطين-عوض الرجوب