تناقلت العديد من المنابر الصحفية الوطنية في الأيام القليلة الماضية خبر قيام بعض الشبان المغاربة في خطوة جريئة و مليئة بالدلالات السياسية، بالعبور سباحة صوب أحد الجزر المغربية المحتلة من طرف جارتنا الشمالية أسبانيا، حيث قام هؤلاء الأبطال بنصب بعض الرايات الوطنية تأكيدا منهم على مغربيتها ، وكذا تذكيرا منهم لجارتنا أنهم لم و لن ينسوا بعض ثغور الوطن التي ما تزال ترزح تحت نير الاحتلال منذ عهود خلت. في أحد ليالي صيف 2002، بعد قيام ذلك النزاع المفتعل حول صخرة مغربية تسمى "تورة"، كنت في دردشة مع بعض الأصدقاء في إحدى المقاهي الشعبية بمدينة أصيلة ، من بينهم صديق أسباني الأندلسي يسمى Pepe. وكان حديث الساعة هو قيام بعض الجنود الأسبان باعتقال أفراد من القوات المغربية فوق صخرة مغربية تسمى " ليلى"- حسب ما كان يروج إعلاميا - . و كما يعرف العادي و البادي فقد تم إطلاق سراحهم من معبر ترخال الحدودي - مدينة سبتةالمحتلة- . كما أن هذه الأزمة كادت هذه أن تتحول إلى نزاع مسلح لولا تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية على الخط، من أجل نزع فتيلها بين جارين لا يفصل بين حدودهما أكثر من ثلاثة عشر كلم. ليس المهم لدي أن أسرد كل ما دار في الحديث بيننا ، لكن أتذكر جيدا ما عبر عنه Pepe، الذي التفت إلي قائلا: لا يشك أغلبية الأسبان أن هذه صخرة مغربية، فلا التاريخ ولا الجغرافيا ينكران ذلك، لكني أرى تخبط بعض مسئوليكم، و كذا منابركم الإعلامية فيما يتعلق بتسمية هذه الصخرة بشكل مثير للشفقة، و هو ما يضعف بشكل ما اللحمة الوطنية في مثل هذه الظروف، و لا يكسب قضيتكم حجيتها ومصداقيتها اتجاه الآخر، فتارة يسمونها " ليلى"، و تارة " تورة"، و تارة أخرى يستعملون إسمنا الاسبانيPerejil أي "المعدنوس"، فعن أي جزيرة يتكلمون؟؟ و نحن على قرب مرور عقد من الزمن على تلك الحادثة ، ما تزال العديد من المنابر الإعلامية الوطنية على الأقل مازالت تكرر نفس الخطأ ، وتتحدث أحيانا عن جزيرة مغربية تسمى " ليلى"، وأحيانا أخرى عن جزيرة مغربية تسمى"المعدنوس"، و لا تكلف نفسها عناء البحث عن الإسم الحقيقي لها، رغم وجود العديد من الوثائق التاريخية التي تسمي هذه الصخرة بإسمها الحقيقي ب "تورة"، كما جاء ذكرها عند الجغرافي الأندلسي أبي عبيد البكري منذ إحدى عشر قرن، و هي كلمة أمازيغية تعني بالعربية الهروب أو "الهربة". كما ذكرها أيضا المؤرخ المغربي محمد بن عزوز حكيم ، الذي يعتبر مرجعا مهما في التأريخ لمغربية مدينتي سبتة و مليلية السليبتين ، و الثغور المغربية الأخرى. أما التسمية الشائعة " ليلى" فلا تعدو أن تكون دخيلة و لا تربط بالإسم التاريخي و الحقيقي للصخرة. فإسم " ليلى" أصله La Isla ، و هو ترجمة لكلمة "الجزيرة" باللغة الأسبانية. لدى يبقى التخبط أحيانا في استعمال التسمية الحقيقية انتقاصا معنويا لمغربية هذه الصخرة ، التي تنضاف إلى جزر مغربية أخرى تقع في شواطئنا في البحر الأبيض المتوسط و تحتلها أسبانيا بدون وجه حق، و لا يعرفها العديد من المغاربة ، و هي : * جزيرة باديس * جزيرة البوران * جزيرة نكور * الجزر الجعفرية * ملابو، جمهورية غينيا الاستوائية