النبش في حصريات عن القصر الكبير ، يعود بنا اليوم إلى سنة 1950 عندما حضر عندما حضر الكاتب الأمريكي بول بولز رفقة براين غايسن موسم سيدي قاسم ، حيث لفت انتباههم لون موسيقي كانت تقوم بعزفه احدى الفرق المشاركة في الموسم ، و هناك سيكون أول تعارف بينه و بين عبد السلام أحمد العطار و أعضاء فرقة زهجوكة آنذاك . هذا التعارف ، سيكون بمثابة نقطة التحول في مسار فن " جهجوكة " ، حيث سيحملها إلى العالمية ، و ذلك بفضل علاقة صداقة جمعت بين السيد أحمد الحمري و بولز من جهة ، و بولز و بريان جونس ، أحد مؤسسي فرقة الرولينغ إستونس العالمية من جهة أخرى ... سنة 1968 ، ستقوم فرقة فرقة الرولينغ بتسجيل ألبوهم المعروف The Pipes Of Pan At Joujouka رفقة فرقة جهجوكة ، ليكون هذا الألبوم هو نقطة تحول في هذه الموسيقى ، و أيضا في حياة هذه القرية الواقعة على مشارف مدينة القصر الكبير ، كما ستكون أول مرة يمزج فيها فن زهجوكة و موسيقى الرولينغ. لكن قبل هذا الحدث بسنة ، أي في سنة 1967 ، قامت فرقة الرولينغ بأول زيارة لمنطقة جهجوكة للتعرف على أصل موسيقى جهجوجة ، و الاحتكاك المباشر بأهالي المنطقة ، حيث أقاموا في منزل والد البشير العطار السيد عبد السلام أحمد العطار الملقب ب جْنِيوَن ... و زاروا مدينة القصرالكبير حسب ما ذكر مايك جاغير في إحدى كتاباته ... و هنا وجب التوقف على نقطة مهمة، ألا و هي أن بريان جونس كان صلة الوصل بين زهجوكة و الرولينغ، و كان قد سجل معهم أول عمل فني مشترك ، لكنه توفي سنة 1969 أي قبل أن يخرج ذلك الألبوم للوجود. كما أن غلاف أول ألبوم كانت من رسم محمد الحمري و ذلك لكونه كان رساما ؛ و فنانا كما تشهد على ذلك أعماله ..... و سنتطرق إليه في حلقة مقبلة من هذه الحصريات على بوابة القصر الكبير . مثلت سنة 1989 موعدا آخر مع زيارة الرولينغ إلى منطقة القصرالكبير حين قاموا بأشهر رحلة لهم للمغرب، و التي سجلوا فيها عدة أعمال فنية مع فرقة زهجوكة، فاتحين باب العالمية و الشهرة لهذه الأخيرة ... و تناولت هاته الزيارة مختلف وسائل الإعلام العالمية في حينها ، كما قامت قناة البيبيسي الرائدة حينئذ في الإعلام المرئي ، بمواكبة لهاته الرحلة .