لما قررت أن أشارك في هذا الموقع بمقالات تهم الشأن المحلي و الوطني، كان هدفي التواصل مع القراء عبر طرح أفكار و تبادل رؤى حول المواضيع الانفة الذكر، في جو يطبعه الود والاحترام المتبادل، و الإيمان بالرأي و الرأي الأخير ، و الاعتقاد الجازم بقيمة الاختلاف كعجلة أساسية من أجل السير نحو الأمام. و قد توصلت في الكثير من الأحيان بتعليقات لطيفة و رسائل إلكترونية تشجيعية توافق أفكاري، و أخرى تنتقد ما تراه غير سديد، في جو أخوي جميل يطبعه الاحترام و يعكس هذا التناغم الفريد بين أفراد عائلة الموقع من كتاب و قراء. تفاجأت مؤخرا برسالتين إلكترونيتين من 'أحدهم' - في معرض تعليقه على بعض مقالاتي- يكيل لي فيها ما جادت قريحته من عبارات السب و القذف و الاحتقار ، بدون أدنى احترام لأخلاقيات النقاش التي تستوجب اختيار عبارات منتقاة وإقامة الحجة ، كما لم ينسى توزيع جملة من الاتهامات المجانية في شخصي . فحسب رأيه فأنا مرة متصهين و أدافع عن 'إسرائيل'، و مرة أخرى أنا عنصري. و في حقيقة الأمر خفت أن يرفع من سقف لائحة تهمه ، فقد أصبح في المستقبل القريب المتسبب المباشر في ما يشهده العالم حاليا من جرائم ضد الانسانية كما هو حال سوريا و جمهورية الكونغو الديموقراطية وووو....، أو كوارث طبيعية كموجات التسونامي التي ضربت بعض دول جنوب شرق أسيا قبل سنوات، فهذا كفيل بجعلي مجرم حرب من طينة ميلوزوفيتش..الله يستر.... من بين مظاهر التخلف في مجتمعنا طريقة نقدنا أثناء نقاشنا ، التي تفتقد في الأغلب من الأعم إلى قواعد الأدب و اللياقة و حسن الاستماع ، و يغلب عليها بالمقابل الحماس الزائد و النعرات الايديولوجية ، وعدم الاعتراف برجاحة الرأي الاخر، بالإضافة إلى ما يمكن تسميته بمرض الاستعلاء، عبر فرض إسماع الرأي الشخصي عنوة و رفض سماع الآخر، و محاولة إقصاء صاحبه، و حشره في الزاوية و الكيل له بمختلف أنواع التهم و السب و القدح، لسبب بسيط جدا هو الاختلاف معه في الرأي. وقد بعض أصبحت بعض المنابر الإعلامية الوطنية ساحة افتراضية للوغى بين فلان وعلان ، كل يسب و يلعن الاخر، و يهدد 'بالكشف عن المستور' . نتفق أو نختلف تلك ليس هي المشكلة، لكن بيت القصيد في ذلك هو تدبير أدوات التعايش فيما بيننا، و الاحتكام إلى المنطق والقانون، بدون حقد أو ضغينة، فنحن لم نولد بفكر واحد أو رأي واحد، ولا يملك أي منا الحقيقة المطلقة. فرأيي صحيح يحتمل الخطأ، و العكس صحيح. و احترام أخلاقيات النقاش و اختيار العبارات المنتقاة بعناية و الغير الجارحة تبقى من الضرورة بمكان من أجل الارتقاء بأي نقاش إلى أفق حضاري راقي، فهي التي تعكس مستوى كل متحاور على حدى، أما غير ذلك فيبقى 'كثرثرة فوق ....اللكوس... *ملابو، جمهورية غينيا الاستوائية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته