كلام في الحجر الصحي سلسلة في حلقات يعدها الأستاذ محمد أكرم الغرباوي لاستقراء آراء فاعلين جمعيويين ، مثقفين ، رياضيين ، شراح مختلفة …ترصد تجربة الحجر . الحلقة 45 تستضيف الباحث في العلوم القانونية رضوان بنسليمان ___________ ستؤدي التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا كوفيد 19 إلى مشاكل عويصة وبخاصة القطاعات الحيوية التي تتصل _مباشرة_ بالنبض المجتمعي، لذلك يجب على الجهات الوصية أن تسرّع من وتيرة تشكيل مخرجات وحلول إصلاحية على كافة المستويات مرتبطة اساسا بالسياسات العمومية الترابية التي يجب أن يحضر فيها البعد التشاركي؛ أي بحضور جميع الشركاء الاجتماعيين وبخاصة المجتمع المدني الحقيقي والفعال الذي يتميز بالاستقلالية وروح المبادرة والتطوع. لماذا المجتمع المدني؟ ببساطة لأن المجتمع المدني انخرط بقوة إلى جانب الأطر الطبية والأمنية في مواجهة الجائحة ولكن بوظائف وغايات متنوعة أضفت طابع الشمولية على فعله التطوع؛ ومثال ذلك يتضح بالتأمل في “جمعية معا لفك العزلة أنموذجا”، التي نجدها تخدم إنسانية الانسان ليل نهار، وطيلة فترة الحجر الصحي، وتنهج عملا تطوعيا تضامنيا غير مسبوق وبشكل متطور أي أن أهدافها لم تعد مقتصرة على إيواء المسنين المتخلى عنهم فقط، بل سارعت إلى إطعام نازلي الفنادق التقليدية بالمدينة… هذا فقط من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف. يجب على كل الفاعلين والقائمين على تدبير شأن المدينة محليا أن يقدموا مؤشرات دالة بوضع الأولويات للعدالة الاجتماعية كاحدى اهتمامتهم الأولى استعدادا لما سنعانيه من تفشي ظاهرة البطالة بشكل كبير.. لهذا يجب وضع سياسات استباقية لتفادي خطر الجائحة الأكبر المتمثل في تفاقم نسبة كبيرة من البطالة، مما سيؤثر سلبا على الوضع الاجتماعي، وسيزيد من حالة الاحتقان برغم من المساعدات الاجتماعية التي منحتها الدولة فهو دعم ترقيعي ومحدد. لا أمل في العودة إلى الوضع الطبيعي إذ لم نقدم تشخيصا دقيقا، لا سيما من خلال إعادة تقييم المرحلة بكل تداعياتها. في زمن كورونا، وضع كل شيء موضع مساءلة ومراجعة؛حيث صار هذا الزمن موضوع شبهة بما في ذلك علاقة الفرد بذاته..آمل ألا تتحول الأوضاع إلى مناسبة لتبادل الاتهامات والحسابات السياسية الضيقة مستقبلا.