مما سبق من مقاربات محدودة، لمساجد وأضرحة وزوايا مدينة القصر الكبير، ضمن سلسلة مساجد وأضرحة مدينتي، التي غطت كل شهر رمضان المبارك؛ يهمني أن أختم هذه السلسلة، بما يستخلص من معطياتها الأساسية، في الملخص العام التالي: 1 اشتهار مدينة القصر الكبير، كأي مدينة عربية إسلامية عريقة، بمآثر ومعالم ومزارات ومساجد وأضرحة وزوايا متعددة، ذات أهمية تاريخية ودينية ملحوظة. 2 محافظة أهل القصر الكبير على كل تلك المآثر، واحتضانهم للعلماء والمرابطين والمتصوفة والأولياء الصالحين، عبر إقامة الأضرحة والزوايا والمساجد الخاصة بهم. وذلك اعترافا ببطولاتهم ودفاعهم عن الأسلام ضد الصليبيين، واحتراما لمواقفهم وزهدهم وعطاءاتهم العلمية وتضحياتهم الجهادية. 3 إن الولاية والزهد والصلاح والعلوم الدينية، لم تقتصر في المغرب، خلال مراحل التاريخ الإسلامي، على الرجال فقط، بل طالت النساء أيضا، وما أكثر المشهورات منهن في هذا الميدان. 4 توفر الفرصة لدعوة المؤرخين والباحثين المتخصصين، إلى بذل مزيد من الجهود، من أجل كشف الغطاء عن كثير من الأحداث والقضايا الخاصة بالكثيرين من الأولياء الصالحين وأضرحتهم المهملة وزواياهم ومساجد القصر الكبير وباقي الآثار القديمة. 5 رغم اهتمام هذه السلسلة بالمساجد والأضرحة خاصة، كما يبدو من عنوانها، إلا أن الأمر استدعى التعريف بشخصيات الأولياء رجالا ونساء، مع قلة المعلومات عنهم، وعدم ارتباط بعضهم بمسجد أو زاوية أو ضريح. مما أبرز كم كانوا صلحاء وعلماء ومجاهدين. وكما سبق وأشرنا، في مقدمة إحدى هذه المقالات التعريفية بأولياء القصر الكبير ومساجده وأضرحته وزواياه، فإنه يهمني بالنسبة لمقالات هذه السلسلة الرمضانية، أن أشير إلى أنها لا تدعي أية صفة علمية تاريخية أو أنتروبولوجية أو اجتماعية أو دينية وما شابه ذلك، مما له مجالاته وحقوله الخاصة، إذ لكل ذلك مؤرخوه ومتخصصوه وعلماؤه، بل إنها مجرد سلسلة من انطباعات، حاولت خلال شهر رمضان المبارك، تقريب فكرة عن المآثر الدينية عبرها، إلى عامة الناس، حتى تظل معروفة وحية في الآذهان، خصوصا وأن الكثيرين يمرون أمام بعضها صباح مساء ولا يدرون عنها شيئا. وإلى رمضان القادم، في سلسلة نوعية أخرى، إن شاء الله.