إذا كانت مدينة القصر الكبير، تعرف بكترة مساجدها وأضرحتها المتواجدة في كل أنحاء المدينة، سواء في الشريعة أم في باب الواد، كما سبق أن قلنا في حديثنا عن مساجد وأضرحة أخرى؛ فإن الكثير منها قد اندثر نهائيا أو بقيت بعض أطلاله شاعدة على وجوده وماضيه، ولا توجد أخباره إلا في بطون الكتب. لكن منها ما هو موجود حتى الآن، غير أننا لا نملك عنه ما يكفي من أخباره، مثلما هو الأمر بالنسبة لمسجد السويقة، فمن بناه ومتى بني وما هي باقي أخباره؟. في نقطة وصل وملتقى العدوتين (الشريعة وباب الواد)، تقع ساحة السويقة، التي يوجد بها مسجد أخذ اسمه منها هو “جامع السويقة. لقد وصلنا من مؤرخ القصر الكبير محمد بوخلفة رحمه الله، أن هذا المسجد يحتوي على بلاط واحد، وصومعة، وقبة قرب الصومعة هي قبة الزاوية القادرية، وأن هدا المسجد قد تعاقب على الخطابة فيه فقهاء اجلاء من مثل المفضل الجباري، محمد العمراني، محمد الحراق وآخرون، وذلك ابتداء من عام 1935. وتلتصق بمسجد السويقة، الزاوية القادرية التي تنظم بها سنويا الحضرة القادرية، في مناسبتين دينيتين مقدستين هما: ليلة القدر وذكرى المولد النبوي الشريف. وقد وصف الدكتور مصطفى يعلى، ضمن سلسلة “ذاكرة الأمكنة” في رمضان الماضي، خلال حديثه عن حي النيارين بالقصر الكبير، قائلا: “…..أما الثانية فهي (حارة السويقة)، بمسجدها وفرانيها ودكاكينها وزاوية عيساوى والزاوية القادرية. وكانت منارة مسجد السويقة تزين في ليلة القدر بأشرطة المصابيح الكهربائية، كما كانت تثبت فوق بابه نجمة خشبية كبيرة مرصعة بالمصابيح، مما يكسو الحارة بمسحة دينية تضاعف من الإحساس بالخشوع، ويجعلها متوهجة بالأنوار على صورة تنسيها ليالي الظلام المستدامة، التي بالكاد تبددها بعض المصابيح اليتيمة هنا وهناك ولا تضيء حتى محيطها”. وبمناسبة تذكيرنا في هذه العجالة بأحد مساجد القصر الكبير المهمة، لكن مع ما لوحظ من انعدام تاريخه وأخباره، فإننا ندعو الباحثين والمؤرخين من مدينة القصر الكبير وكل المغرب، إلى ضرورة التنقيب عن تراجم الأولياء الصالحين وأخبار المساجد والأضرحة المنتشرة في كل جنبات المدينة.