كما سبق وكررت ذكره مرارا، تعتبر مدينة القصر الكبير أو قصر كتامة أو أوبيدوم نوفوم، حسب المراحل التاريخية التي مرت بها هذه المدينة العريقة؛ مدينة المساجد والأضرحة ولأولياء والزوايا. فتاريخ المدينة امتاز عموما بطابعه الديني والدنيوي. لذلك كان محج طلاب العلم والمعرفة من كل الجهات. وهكذا لن نفاجأ بهذا الكم الهائل من المساجد، فضلا عن الزوايا والأضرحة المباركة، المبثوثة في مختلف الأحياء والشوارع والدروب، في مدينة صغيرة مثل القصر الكبير . ومن بين تلك المساجد الرئيسة، مسجد سيدي العربي، الذي يوجد في الحي القديم بالقصر الكبير. ويتميز هذا المسجد بصومعته السداسية النادرة، والتي يرجح أنْ يكون شكلها مُستلهما من الأبراج المسيحية، بعد طرد المسلمين من الأندلس، ويعود تاريخ مسجد محمد علي العربي هذا، إلى فترة حكم الدولة السعدية، وقد درس به الشيخ أبو المحاسن الفاسي، نظرا لوجود المسجد قرب منزله. إن جامع سيدي محمد علي العربي، يعرف أيضا بمسجد سيدي علي بن العربي الخيري، حيث يوجد ضريحه كذلك بحي القطانين بعدوة باب الواد غير بعيد عن ضريح سدي قاسم بن ازبير، في اتجاه المسجد الأعظم. ويتوفر هذا المسجد على صومعة سداسية الشكل كما سبقت الإشارة، وهي الوحيدة بهذا التصميم في مدينة القصر الكبير. إلا أن هذا المسجد طاله النسيان والإهمال كغيره، رغم قيمته التاريخية العلمية والعمرانية، ونتمنى أن يحظى بالاهتمام ويرتقي الى مكانته الدينية، وتفتح ابوابه من جديد أمام طلاب العلم وحفظة القرآن الكريم. ذلك أحد المساجد المهمة تاريخيا ومعماريا، والاقتراب من الحديث عنه في مقال قصير مثل هذا، لا يفيه حقه من التعريف، أرجو أن يتم هذا بصورة أوسع مستقبلا، من طرف المؤرخين والباحثين المختصين.