لم يكن جلول رحمه الله من أعيان المدينة – و لا كبعض من جعلتهم الصدف و تملق البعض لهم كشرفاء – كان بسيطا منذ البدايات . يوم صنع لنفسه كروصة ( طاولة مستطيلة ) و امتهن حرفة بائع متجول بعد ان ترك صفوف الدرس كرها . شجعه الجميع إذ اختار عملا شريفا بعيدا عن صعلكة اقرانه و الطريق الأسهل للمتعة . كان رحمه الله يحب الأطفال كثيرا ما رأيته يغذق الحلوى و البسكويت عليهم في ابتسامة معهودة . جلول . بالأمس مات . كغيره من الناس البسطاء الفقراء الذين يمتهنون حرفة ومهنة اليومي . دريهمات الى بعض اوراق أحيانا ببقعته تحت شجرة أدمعت لاشك بالأمس و اليوم وهي ترى جثمانه من بعيد . جلول بالامس مات . كغيره ممن يحترفون ايضا أكثر من حرفة لصد جبهات الحاجة و استجداء الاخر . و من اجل الحفاظ على عفته و كرامته . كان يفرح الناس بدفه الكبير الى جانب جوقة الفرح . نعم صانع الفرح مات اليوم . عاش تحت ظل شجرة تقيه الحر و الرذاذ و الغبار و المطر و الآخر المخيف و … بشرف جلول مات بالأمس كغيره من صغار القوم . لكن جنازته كانت كبطل صنع عظيما و رحل . جنازة كبيرة تليق بعرق كرامته . جنازة كبيرة تليق بحبه للناس . نعم غاب عنها الاشراف و الاعيان و السياسيون … لكنها كانت بحجم من تسمع في جنائزهم على الطريق . من صاحب هذه الجنازة المهيبة .الكبيرة !!! من هذا الذي يمشي وراءه كل هؤلاء الشباب ؟! ببساطة انها جنازة رجل