بعدما كنت عروسا موشاة بزهر المسك ،مزركشة بتحف الخلد، و مضوعة بعبق التاريخ، و منمقة ببطولات الشمارخ ،تتصدرني مآذن و محارب الإيمان، مشعاع العلم، و معتكف كل نحرير، جهبيد، مسقاع. أبدوم نوفوم أنا. أصبحت قصعة تداعت علي الأكلة ،اسنمتهم مضمخة بألوان الجشع ، ينهشون جسمي المتخن بجراح الزمن ، المثقل بندوب التواطؤ و المحن . أنا القصر الكبير. صرير ريحي بكاء أكواخ، امتزج صوت قزديرها بنحيب وليد، و آهات ثكلى ,و زفير عاطل. أنا قصر كتامة. فحيح الأفاعي، ينبعث من جحور كل أحياءي، فتظهر برؤوسها ،ميادة تستجلب رعشتي، فتقتل شهوتي في، وتراقصني منتشية بغيبوبتي . أنا مدينة. كثر في الدجالون، و ساسني المتفيقهون ،و همشت نخبتي، و أزيح مثقفي ،فصرت كقصعة في مأدبة اللئام ،تتقاذفني الأيادي بلقم نهمة متسارعة. محمد علوى.