ذات يوم و نحن ندرس في السنة الثانية من سلك ماستر، فاجئنا أستاذ مادة "التدخلات الاقتصادية للجماعات المحلية" بطرحه لفكرة جديرة بالانتباه، فأثناء تشخيصه للحالة السوسيو- ثقافية لبعض مدن الشمال، وصف مدينة القصر الكبير بأنها تمثل نموذجا فريدا من نوعه ، فلا هي مدينة بكل المقومات المتعارف عليها، و لا هي قرية ، بل هي خليط غريب بينها. و قد أثار ذلك لغطا و سخرية بين الكثير من الطلبة الحاضرين. شخصيا أعتقد أن هذه الفكرة صائبة إلى حد كبير، إذ كما جئت لمدينتي إلا وأصاب بحيرة كبيرة، هل هي مدينة كما" يعترف" لها رسميا ، أم أن هذا التجمع السكاني الضخم ما هو إلا عبارة عن قرية كبيرة تضاف إلى القرى المجاورة لمدينة العرائش. كلما تسنت لزائر الفرصة لكي يزور " قصرنا الكبير" إلا و سيسترعي انتباهه لأول وهلة أبنية المدينة المتهالكة في أغلبها، و التي لا يجمع بينها أي انسجام يذكر اللهم الأوساخ و القاذورات و الغبار، إضافة إلى عدم "تلبيس" العديد منها في فوضى سريالية. كما أن العديد من الشوارع و الأزقة تملؤها الحفر و الأتربة و الكراريس و الدواب تجعلها غير الآمنة سواء بالنسبة للراجلين أو أصحاب السيارات. نمط الحياة في المدينة أصبح يطرح أكثر من علامة استفهام ، فتواضع العديد من المرافق الأساسية وقلة المتنفسات و الفضاءات الثقافية يقابلها كثرة المقاهي و المحلبات و محلات الوجبات السريعة المنتشرة بصورة غير عادية ، توحي للمرء أن المدينة تعيش من أجل تأكل، و ليس أن تأكل من أجل أن تعيش... طريقة اللباس في المدينة يغلب عليها الطابع البدوي إلا القلة القليلة التي استطاعت أن تحافظ على مستوى من المظهر المقبول ، أما الأناقة فهي آخر حاجة يتم التفكير فيها ، و قد ذكرني ذلك بحادث طريف وقع لي مع بعض الأصدقاء، فذات يوم و بعد الانتهاء من عملي بالرباط ركبت سيارتي قاصدا القصرالكبير، وبمجرد و صولي التقيت بأحد الأصدقاء الذي التفت إلي بعفوية قائلا"أهلا السي عوض، أفاين... غرافاطا هذه....ياكما غادي لشي عرس..؟؟" *ملابو، غينيا الاستوائية. [email protected] شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com