لم تشرق شمس الجمعة 11 ماي 2012 على مدينة القصر الكبير إلا وقد هرعت فرقة من الأمن المحلي مرفوقة برجال الوقاية المدنية بعدما اخطروا بتواجد جثة ببئر يقع بإحدى الضيعات الواقعة بالمحيط الحضري للمدينة ،، وقد تعرف سكان الحي على هوية صاحب الجثة والمسمى قيد حياته " الفضيل العربي بالهاشمي" والذي لم يتعد العقد الثالث من عمره وقد عرف الضحية بتعاطيه للممنوعات خاصة شرب الكحول ..ولا زالت ملابسات الحادث مجهولة : هل سبب الوفاة سقوط مفاجئ للضحية في البئر؟؟ أم هو عملية انتحار، أم فعل فاعل ؟؟ لكن المتفق عليه كون الضحية من الوجوه المشردة بالمدينة مما يفتح سؤالا عريضا عن مصير هؤلاء، خصوصا بعد تنامي أعدادهم بنقط معينة بالمدينة كمحيط المحطة الطرقية، وبعض الأسواق، وممرات السكة الحديدية، حيث يشكل ذلك تهديدا صريحا للساكنة التي تأمل في اختفاء هذه المظاهر البئيسة والتي تعطي انطباعا سيئا عن عموم شباب المدينة . هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فارقت إحدى تلميذات الثانوية التأهيلية وادي المخازن(فاطمة بن عائشة /الجذع المشترك ) بنفس المدينة الحياة بعد تناولها لوجبة غداء بداخلية أبي المحاسن حيث تستفيد من نصف منحة ،وقد حملت الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى المدني بالقصر الكبير، والذي حولها إلى المستشفى الإقليمي للا مريم بالعرائش لتعذر إسعافها محليا ... !!! وقد صرح مصدر مطلع أن سبب الوفاة تناول مادة سامة من طرف التلميذة المتوفية والتي اختارت وضع حد لحياتها بعدما تركت رسائل نصية قصيرة تودع فيها زميلاتها في الدراسة، واللواتي عبرن عن حزنهن الشديد لفراق زميلتهن المشهود لها بالانضباط والمواظبة ... ولازالت الأسباب الكامنة من وراء هذه النازلة مجهولة بحيث تطرح أسئلة عديدة ومتناسلة : فهل سبب الوفاة عملية انتحار و لماذا ؟ وما هو دور المؤسسات التعليمية في مساعدة التلاميذ الذين يعانون من اضطرابات ناجمة عن مشاكل عائلية وغيرها،، فالأخبار القادمة من المحيط التلاميذي للمتوفية تتحدث عن مشاكل أسرية عويصة، حيث كانت التلميذة( ف . ب) تستفيد من منحة دراسية كاملة ( الإطعام والمبيت ) إلى حدود الموسم الماضي وقد افترق الأب عن الأم، ويتزوج الطرفان .. كل هذه الأحداث جعلت التحصيل الدراسي للتلميذة يتراجع، وترسب في اختبار الانتقال للقسم الموالي، ليتقرر حرمانها من المنحة الكاملة والاستفادة من نصفها الموسم الحالي ..ولم تجد المسكينة أي حضن يحتضن مأساتها، فلطالما ترجت المسؤولين في الداخلية السماح لها بالمبيت لكن القوانين كانت أقوى من الجميع، كما أن الطاقة النفسية لها لم تستوعب شريط الأحداث المتلاحق بمآسيه .... من هنا كان التفكير في الخروج بخلايا الاستماع بالمؤسسات إلى النور أمرا حيويا ، قد يساعد على دراسة الحالات وتقديم المساعدة لها . كما يسوقنا الحديث كذلك إلى الخدمات الطبية المقدمة لسكان المدينة وضاحيتها ( 200.000) ساكن..حيث من المقدور إنقاذ حالات عديدة لو توفرت ظروف الإسعاف الموضوعية ،وعدم الاستهتار بحياة المواطنين واسترخاص أرواحهم . شروط التعليقات الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن وجهات نظر أصحابها وليس عن رأي ksar24.com