اكتشفت نهاية الأسبوع المنصرم بجماعة بونعمان في تيزنيت، جثة مُنْتحِر مجهول الهوية، يُعتقد أنه كان قبل وفاته في عقده الرابع، وهي مُعلقة على شجرة للأركان بواسطة عمامة خاصة استعملها الضحية في عملية الانتحار. وأفادت معطيات حصلت عليها «المساء» بأن الجثة المذكورة اكتشفت من قبل أحد الأشخاص الذي مر بالصدفة من منطقة تدعى «تيزي» وتوجد بالقرب من دوار «إدهمون الطالب» على بعد 7 كيلومترات من مقر الجماعة، وهي منطقة معروفة بوعورة مسالكها وعدم ارتيادها من قبل ساكنة المناطق المجاورة. وقد اضطرت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية وفريق نقل الأموات بتيزنيت، إلى السير على الأقدام لمسافة طويلة بسبب وعورة المسلك الطرقي المؤدي إلى مكان الانتحار، وأضافت المصادر أن الجثة وجدت في وضعية متدهورة جدا، بعد أن تغيرت ملامحها، ومال جلدها إلى السواد بفعل تقادم الوفاة، كما ظهرت الديدان بكثافة على وجه الضحية، وانبعثت منها الروائح النتنة. ولم يتمكن السكان والمحققون الذين عاينوا الجثة بعين المكان من معرفة هوية الشخص المنتحر، بفعل تغير ملامحه، فيما أكدت مصادر أخرى أن الضحية يحتمل أن يكون من أسرة متوسطة الحال أو ميسورة، على اعتبار الملابس التي وُجِدت عليه، وأن أسباب الانتحار ستظل مجهولة إلى أن يتم الكشف عن هويته من قبل المحققين، مشيرين إلى أن جميع المؤشرات المعروفة لحد الآن تؤكد أن الضحية ليس من أبناء الجماعة أو المناطق المجاورة لها. وقد أشرفت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي التي حضرت إلى عين المكان، على نقل الضحية على متن سيارة إسعاف إلى مستودع الأموات بتيزنيت، في انتظار كشف الطبيب الشرعي عن ملابسات الوفاة، وقدوم فريق التشخيص القضائي لأخذ عينات من بصمات الضحية للتأكد من هويته، بغية الاتصال بعائلته وإخبارها بالحادث، أو اللجوء للمساطر القانونية التي تسمح للمستشفى بدفن الجثث المتحللة تحت إشراف السلطات المعنية في أقرب الأوقات الممكنة.