خلدت الطبقة الشغيلة بمدينة القصر الكبير، العيد العمالي وسط ما تعرفه بلادنا من تحولات اجتماعية وحراك سياسي عميق من جهة، وما أسفرت عنه جلسات الحوار الاجتماعي من نتائج، من جهة أخرى . وهكذا ولأول مرة ،خرجت حركة 20فبراير في تظاهرة هي الأكثر عددا محليا ،مقارنة بالنقابات المركزية الأخرى، وهكذا اجتمع شباب الحركة بساحة 20فبراير رافعين شعارات منددة بالسياسات المتبعة ،والمطالبة بإسقاط رموز الفساد ، رافعين صور المناضل زكرياء الساحلي الذي تعرض لحادث مؤسف خلال الأسابيع القليلة الماضية ومعبرين عن الوقوف معه في المحنة الصحية التي يمر بها . وبعد ذلك انطلقت مسيرة الحركة لتجوب شوارع المدينة دون أن تفتر حماستها . وغير بعيد من تجمع حركة 20 فبراير وبساحة محمد الخامس ، التأم مناضلو الاتحاد المغربي للشغل رافعين ذات الشعارات ، ومطالبين بتحسين الظروف والمادية للعمال، ومنددين بالأوضاع المزرية للطبقة العاملة والمتجلية خاصة في تدهور القدرة الشرائية بسبب الزيادات المهولة في الأسعار والخدمات الاجتماعية . وإذا كانت المركزيات الثلاث : الفيدرالية الديمقراطية للشغل ، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، والاتحاد الوطني للشغل،، قد قررت القيام بتجمعات مشتركة بكل من الدارالبيضاء والرباط ، وفتح المجال للقيام بذلك في الأقاليم والعمالات، فإنها لم تستطع تحقيق هذا المبتغى بمدينة القصر الكبير ، حيث اختار مناضلو الفيدرالية تنظيم مهرجان خطابي بشارع بئر انزران قريبا من المقر النقابي، استمعوا فيه للكلمات الوطنية والمحلية، في حين تجمع منخرطو الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في ساحة علال بن عبد الله في تجمع عرف مشاركة لحسن بنساسي كمبعوث وطني .. في حين نظمت نقابة الاتحاد الوطني للشغل مهرجانها بساحة مولاي المهدي بمشاركة أعداد قليلة لا تتناسب وحزبها الموازي ( العدالة والتنمية ) المتحكم في تسيير دواليب الشأن المحلي . وتبقى المفاجأة التي خلفها فاتح ماي بمدينة القصر الكبير هي عدم إتمام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل لتظاهرتها ،بعدما رفعت شعارات من داخلها مطالبة بإسقاط الفصل 19 من الدستور، ومنددة بالقيادات النقابية واتهامها بالتواطؤ، وقد عزى كاتبها المحلي عدم اتمام المسيرة والرجوع مباشرة للمقر، إلى التزامه المسبق مع المعنيين برفع شعارات محددة.... . النهج الديمقراطي اختار توزيع بيان بالمناسبة سجل من خلاله مواقفه من قضايا دولية ووطنية، وكان للقضايا المحلية نصيبها ذلك أن " الوضع في مدينة القصر الكبير لا يختلف عن الوضع الذي تعيشه باقي مدن وجهات المغرب من هيمنة المافيا المخزنية على دواليب التسيير، مما انعكس سلبا على جميع مناحي حياة الجماهير الكادحة " من تعميق وثيرة التسريح الجماعي والفردي للعمال ، والاستغلال البشع للعاملات والعمال الزراعيين، وتصاعد الخروقات التي تطال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للساكنة ، وتدهور الوضع الأمني وتنامي شبكات ترويج المخدرات بكافة أصنافها وأنواعها .