طغت مطالب إسقاط الفساد والتنديد بأحداث مراكش الإرهابية على الاحتفالات العمالية لهذه السنة، صباح أمس الأحد، حيث رفعت أغلب النقابات بالرباط شعارات منددة بالإرهاب ومطالبة بإسقاط الفساد ومواصلة الورش الإصلاحي. ورفعت هذه النقابات وهيئات المجتمع المدني المشاركة في الاحتفال العمالي السنوي شعارات تطالب برحيل الإرهابيين عن المغرب، وصدحت أصوات المشاركين فيها بشعار «يا مغربي يا مغربية الإرهاب عليك وعلي مسرحية». وعلت أصوات المشاركين في المسيرة تردد نفس الشعارات التي تردد كل سنة في هذا العرس العمالي، والتي تطالب بتعزيز المكتسبات ومواصلة الدفاع عن مطالب الشغيلة، من قبيل «وحدة وحدة يا عمال ضد القمع والاستغلال» و«سوى اليوم سوى غدا حقوقنا ولابد» «علاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا». ورفعت مجموعة من المشاركين في العرس العمالي بالرباط لافتات تدين اعتقال الزميل رشيد نيني وتطالب بإطلاق سراحه الفوري، من قبيل: «كلنا رشيد نيني» «أطلقوا سراح رشيد نيني» «الصحافة واجبها أن تتكلم... الحرية لرشيد نيني... الحرية للصحافة المستقلة». وبالرغم من أن نتائج الحوار الاجتماعي الأخيرة، التي اعتبرتها بعض المركزيات مكسبا مهما للشغيلة المغربية، فإن احتفالات فاتح ماي كانت على وقع التنديد بالحوار بالاجتماعي، حيث علت أصوات بعض المحسوبين على بعض النقابات تنتقد الحوار الاجتماعي ونتائجه. وكانت مشاركة «حركة 20 فبراير» أبرز حدث في احتفالات الطبقة العمالية بالرباط هذه السنة، وطالبت أصوات الشباب بتغيير الدستور ورفض لجنة الفقيه الدستوري عبد اللطيف المنوني والدستور الذي تقترحه «لا للدساتير في غياب الجماهير»، «الدساتير الممنوحة في المزابل مليوحة»، كانت من بين الشعارات التي رفعوها. وحملوا أيضا لافتات تطالب برحيل عبد الواحد الراضي وعباس الفاسي وفؤاد عالي الهمة وحميدو لعنيكيري والجنرال حسني بنسليمان، معتبرين أنهم يمثلون على التوالي البرلمانات المزوة، والحكومات اللا شعبية والفساد السياسي والاقتصادي ورمز الجلادين، وطالبوا أيضا بمراقبة الشعب لعمل المخابرات المدنية. أطباء بوزرهم البيضاء انضموا إلى «حركة20 فبراير»، التي اختارت أن تكون في مؤخرة المسيرة بالعاصمة الرباط، للاحتجاج على قرارات وزيرة الصحة في حكومة عباس الفاسي، مطالبين بإنصاف الأطباء الأخصائيين. ولأول مرة عرفت احتفالات فاتح ماي وضع منصة مشتركة بين كل من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، إذ طالب المتظاهرون المشاركون في المسيرة، التي نظمها بصفة مشتركة كل من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، برحيل أحمد لحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، وبمحاكمة عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، على ما أسموه جرائمه الإدارية والاجتماعية بالبنك المركزي. فيما اختار نحو 100 يمثلون 260 من مضيفي ومضيفات شركة «أطلس بلو» رفع شعارات منددة بقرارات إدريس بنهيمة، المدير العام للخطوط الملكية المغربية من بينها: «ضحينا ضحينا وبنهيمة بغا ينفينا، ومن لا رام يجري علينا». وكان لافتا خلال الكلمات التي ألقاها قياديو المركزيات الثلاث، عودة حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، لمهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا احتفالات الرباط، رسالة موجهة إلى جيوب المقاومة والوافد الجديد (حزب الأصالة والمعاصرة) الذي أفسد الحقل السياسي والديني والثقافي والاقتصادي، على حد تعبيره. كما كان لافتا الدعوة إلى إقرار ملكية برلمانية كما هي متعارف عليها دوليا، باعتبارها الحل الوحيد لبلادنا. وفيما أكدت المركزيات على ضرورة أن يذهب النقاش الدائر حاليا حول الإصلاحات في اتجاه إقرار ملكية برلمانية، اختار نحو 100 من الشباب يسمون أنفسهم «الرابطة الملكية» اختراق صفوف مناضلي المركزيات الثلاث رافعين شعارات «لا للملكية البرلمانية»، «ما تقيش اختصاصات ملكي»، «أمير المؤمنين لا نثق إلا بك، يا ملكنا نريدك أن تحكم وتسود». من مقر الاتحاد المغربي للشغل تحركت الشغيلة في اتجاه شارع محمد الخامس وحناجرهم تصدح بشعارات تطالب برحيل عباس الفاسي «ديكاج نتا وقبيلتك.. بغينا نرتاحوا.. وافهمو...» و»خمسة وخميس علينا.. نيني يا وزير حتى يطيب التعليم.. ولا ما طاب اطيبو باباه بزز..». وفي كلمة للأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي مخارق، قال إن المغرب لا يتوفر على سياسة اجتماعية، بل إنه نموذج مجتمعي تتعمق فيه التمايزات الطبقية والاجتماعية، ويتفاقم فيه الفقر والإقصاء والتهميش، وتصادر فيه مبادئ الديمقراطية الحقة والعدالة والاجتماعية. وأكد مخارق على أن المغرب لا توجد به حكومة تعبر عن إرادة الشعب الحرة، ولا مراقبة حقيقية شعبية كانت أم برلمانية على العمل الحكومي. أما نقابة نوبير الأموي فاحتفت بالشغيلة على طريقتها الخاصة ورفعت شعار «عائدون عائدون ونحن على العهد». وقال مصطفى الشطاطبي، الكاتب العام المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن المغرب لا يشكل استثناء كما تصورته بعض الأقلام وبعض الأبواق المستفيدة من الأوضاع القائمة، والمحسوبة على الإعلام الرسمي المنحاز، الذي لا قيمة ولا مصداقية له ولا يثق فيه جل المغاربة، وأوضح في كلمته أن «الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تعرف ترديا خطيرا واختلالا بنيويا عميقا لا يقل عما توجد عليه الأوضاع في البلدان العربية الأخرى، سواء تعلق الأمر بالتعليم أوالصحة أو التشغيل أو الإعلام أو السكن أو النقل».