خيم الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الخميس الماضي مقهى بمدينة مراكش على أجواء احتفالات الطبقة العاملة بعيد الشغل بالرباط، التي عبرت بمختلف انتماءاتها عن تنديدها بهذا العمل الشنيع الذي راح ضحيته أبرياء، مغاربة وأجانب. وأجمع ممثلو الهيئات النقابية في المهرجانات الخطابية التي احتضنتها نقاط متفرقة من العاصمة الرباط اليوم الأحد، على أن اعتداء مراكش لن يثني المغرب عن مواصلة الإصلاحات الشاملة التي أطلقها، داعين الطبقة العاملة وجميع المواطنين إلى التماسك من أجل مواجهة هذه المحاولات اليائسة والتي تهدف إلى النيل من المكتسبات التي حققها المغرب في جميع المجالات. وفي هذا السياق ندد الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب السيد حميد شباط، بمرتكبي هذا العمل الإرهابي الجبان، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الفعل الإجرامي لن يثني الشعب المغربي عن المضي قدما في تحقيق تطلعاته نحو مجتمع أفضل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. بدوره، أدان الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، السيد محمد يتيم، في كلمة تليت بالنيابة عنه، هذا الحادث الإجرامي الرهيب الذي يحاول صد المغاربة عن توجههم الجماعي نحو الإصلاح الشامل، مؤكدا أن خير جواب على هذا الاعتداء هو "مواصلة اتخاذ المزيد من الإجراءات الشجاعة والتدابير الإصلاحية الهامة التي أعلن جلالة الملك عن عدد كبير منها بحكمة وتؤدة وإصرار". ومن جانبه، أعرب الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل السيد عبد الرحمان العزوزي، عن حزنه لوقوع ضحايا أبرياء في هذا الاعتداء الشنيع الذي يهدف إلى عرقلة مسيرة التغيير التي انخرط فيها المغرب، مؤكدا أن المغاربة "واعون وسيتصدون لكل من يريد المساس بأمن الوطن وعرقلة مسيرته الإصلاحية". وقال السيد مصطفى الشطاطبي الكاتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل إن الطبقة العاملة تحيي هذا العام عيدها السنوي على "وقع حادث إجرامي أثيم وخطير" تعرضت له مراكش معبرا باسم الطبقة العاملة عن إدانة المركزية وشجبها لهذا العمل الاجرامي الشنيع ولمن يقف وراءه "في محاولة للرجوع ببلادنا إلى الوراء وخنق النضالات والمبادرات التي انطلقت من أجل التغيير والمتجهة نحو المستقبل في أفق بناء الدولة الديموقراطية". وعبرت الكاتبة العامة للاتحاد المغربي للشغل السيدة خديجة غامري عن تعازيها لضحايا هذا الحادث الإجرامي، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. ودعت إلى إجراء تحقيق "فوري وشفاف" في هذا الحادث ومعاقبة الجناة، محذرة من جعل هذا الاعتداء "مطية للهجوم على الحركة الديمقراطية والاجتماعية بالمغرب والمدافعين عن حقوق العمال وحقوق الإنسان". من جانبهم، أدان المشاركون في الاستعراض العمالي الذي جاب مختلف الشوارع الكبرى بالعاصمة وصولا إلى باب الرواح ومحطة القطار المدينة اعتداء مراكش، مستنكرين هذا العمل المشين ومجددين دعوتهم إلى مناهضة العنف، مهما كانت أشكاله ومصادره. ورددوا شعارات وحملوا لا فتات تحمل عبارات من قبيل " لا للإرهاب " ، و " لا للعنف " و " نعم للإصلاحات السياسية ". ورفع المشاركون في هذه المسيرة أيضا لافتات تجسد مطالب الحركة العمالية وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل كتطبيق التعويض عن البطالة وفقدان الشغل، وإصدار القانون التنظيمي للإضراب، والرفع من الحد الأدنى للأجور، والحد من ارتفاع أسعار المواد الأساسية وإصلاح أنظمة التقاعد وصيانة كرامة العامل. كما هتفوا بشعارات تطالب بمواصلة ورش الإصلاحات السياسية الذي يشهده المغرب وعلى رأسها إقرار دستور جديد يضمن الفصل بين السلط، ومحاربة الفساد وإصلاح القضاء، وإعادة الاعتبار للإعلام العمومي بمختلف مكوناته حتى يكون في مستوى المرحلة الدقيقة والتاريخية التي يشهدها المغرب. ورفعت شعارات تدعو إلى تكريس التعددية الثقافية واللغوية التي يزخر بها المغرب ودسترة الأمازيغية. وشهدت المسيرة، التي تميزت بروح من الانضباط والمسؤولية، مشاركة حركة 20 فبراير والتي رفعت مجموعة من الشعارات تطالب بالتسريع من وتيرة الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. كما شاركت في هذا الاستعراض العمالي مجموعات المعطلين حاملي الشواهد العليا وجمعية المعطلين المجازين، الذين طالبوا بضرورة إدماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية. ويأتي احتفال الطبقة العاملة بعيد الشغل هذه السنة في ظرفية سياسية واجتماعية تتميز بإطلاق ورش الإصلاح الدستوري والحراك الاجتماعي المطالب بتعزيز الديمقراطية والحقوق الاجتماعية. كما يصادف الفاتح ماي تحقيق مجموعة من المكاسب لفائدة الطبقة العاملة خاصة على مستوى الحوار الاجتماعي وتنصيب المجلس الاقتصادي والاجتماعي.