إذا كانت السياسة قد فرقت بين الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل ذات صباح من يوم 4 أبريل عام 2003، فإن دماء المهدي بن بركة استطاعت التوحيد بينهما على الأقل على مستوى الشعارات، حيث اغتنم مناضلو المركزيتين النقابيتين احتفالات الشغيلة بمناسبة فاتح ماي أمس الجمعة للرد على اتهامات الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حميد شباط للزعيم الاتحادي بالتورط في دماء عدد من مجاهدي المقاومة وأعضاء جيش التحرير. وحمل عدد من الأطفال الصغار ضمن تجمع ال «ف د ش» بالقرب من سور باب الأحد وسط العاصمة الرباط صورا لبن بركة في الوقت الذي رفع فيه الكبار شعارات من مثل «بن بركة ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح». وعلى بعد أمتار قليلة من الجهة المقابلة، تحدثت بعض قيادات ال «ك د ش» عن أسباب التهجم على بن بركة وفي هذا التوقيت بالذات، وتساءلت عن الجهات التي تقف وراء «نبش القبر المجهول وما هي الأهداف التي يريدون تحقيقها من وراء ذلك؟». وفي ساحة باب الأحد نفسها تجمع مناضلو نقابة الاتحاد العام الديمقراطي للشغالين بالمغرب التي انشقت بدورها عن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وألقى زعيمها جلول الغرسلي، الذي أنشأ مع صديقه أحمد فطري حزب الوحدة والديمقراطية، كلمة ندد فيها بحكومة غريمه عباس الفاسي وقال إنها تعمل في واد وحقوق العمال في واد آخر. وقاطع الحاضرون كلمة الغرسلي بشعارات «حكومة نائمة والمشاكل قائمة»، و»لا للاقتطاع من أجور المضربين». ولم تشذ نقابة حزب الاستقلال «الاتحاد العام للشغالين بالمغرب» عن الركب، ورفع أعضاؤها شعارات منددة بارتفاع الأسعار من مثل «عيش عيش يا مسكين، البطاطا 160». ووحدهم عمال فندق صوفيتل الرباط هيلتون سابقا التابعين لنقابة حزب الاستقلال رفعوا شعارا «إيجابيا» وحملوا لافتة تقول «نرحب بالمستثمر الجديد ونأمل في استقرار وتحسن أوضاعنا الاجتماعية». واختارت المنظمة الديمقراطية للشغل الرباط لتنظيم مسيرتها المركزية عوض الدارالبيضاء، ورفع أعضاؤها شعارات تدعو إلى «إدماج عمال الإنعاش الوطني في الأسلاك الإدارية»، وإلى الرفع من الأجور والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن البسيط. وعرفت مسيرة المنظمة مشاركة مجموعة حاملي الرسائل الملكية بقصد التوظيف والذين رفعوا لافتة رئيسية تقول «التوظيف أو الاستشهاد». كما حمل ضحايا تفويت أراضي صوديا وصوجيطا لافتات تطالب بحمايتهم، وتوفير ضمانات لضمان حقوقهم. بينما دعت النقابة الشعبية للمأجورين (الحركة الشعبية) إلى احترام الحريات النقابية ودسترة الأمازيغية وإصلاح منظومة الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل. ولم تغب مدونة السير عن مسيرات وتجمعات النقابيين، حيث كان هناك إجماع على سحبها نهائيا من النقاش معتبرين أن الإبقاء عليها ضرب لمصالح المهنيين والمواطنين على حد سواء. وقد حظيت التجمعات بمراقبة أمنية مشددة من طرف مختلف أجهزة الأمن وعناصر «الديستي»، والتي تدخلت لفك نزاع نشب بالأيدي بين بعض النقابات التي تنافست على بدء مسيرتها أولا بشارع الحسن الثاني بساحة باب الأحد. وعلق بعض النقابيين على الحضور الأمني المكثف بقولهم «إن عدد رجال الأمن بتشكيلاتهم المختلفة كان أكبر من عدد المناضلين الذين حضروا بعض تجمعات النقابات».