اختارت المركزيات النقابية الأربع الأكثر تمثيلية أبرز ساحات العاصمة الاقتصادية للاحتفال بالعيد الأممي لفاتح ماي، وهكذا نظمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تجمعا خطابيا في الساحة المقابلة لمقرها بدرب عمر، حيث اصطف العمال المنضوون تحت لوائها أفواجا على طول الأزقة المؤدية للساحة، ممثلين لعدد كبير من القطاعات الإنتاجية، ورافعين شعارات ولافتات تعبر عن انشغالاتهم المادية والمعنوية. ومن على منصة الخطابة، تعاقب على إلقاء كلمات مرتجلة بالمناسبة قياديون نقابيون في الكونفدرالية، تحدثت عن الحصيلة الاجتماعية لسنة مرت، وعن أداء منظمتهم النقابية، إلى أن جاءت الكلمة الرسمية لمكتبها التنفيذي، وألقاها أحد أعضائه عبد القادر الزاير، وفَصَّل فيها رؤية مركزيته النقابية لمجمل القضايا الوطنية الكبرى التي تعتمل في المغرب كالوحدة الوطنية والبناء الديمقراطي، والوضع الاجتماعي. ومن جهة أخرى تم التطرق إلى العمل النقابي للكونفدرالية بين فاتح ماي 2003 وفاتح ماي 2004 وبشارع أبي شعيب الدكالي، نظم الاتحاد الوطني للشغل مسيرة فاتح ماي على طول أزيد من كيلومتر، وتحت شعار جميعا ضد الإرهاب، كلنا مع الوحدة والتنمية، وقد عرفت مشاركة قطاعات عمالية متعددة، وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتبت بلغات مختلفة تدعو الحكومة إلى تحسين مستوى عيش العمال، كما تحمل عبارات التنديد بالهمجية الصهيونية والغطرسة الأمريكية. وفي كلمة النقابة المشار إليها، تطرق كاتبها الوطني عبد السلام المعطي إلى الوضع الاجتماعي للأسر المغربية والمشاكل التي تعيشها، وكذا الأسباب الكامنة وراء ذلك. كما تحدث عن السياق الوطني والدولي الذي يأتي فيه الاحتفال بالعيد العالمي للعمال. وألقيت بالمناسبة كلمات باسم حركة التوحيد والإصلاح تلاها رئيسها محمد الحمداوي، وباسم المرأة العاملة تلتها خديجة مفيد، وباسم حزب العدالة والتنمية، وتلاها أمينه العام سعد الدين العثماني. وقرب المركب الثقافي للحي المحمدي، نصب الاتحاد العام للشغالين منصة جلست عليها وجوه بارزة لهذه المركزية النقابية، وأخرى للحزب التابعة له (حزب الاستقلال). وأعلن الكاتب العام للاتحاد عبد الرزاق أفيلال في كلمته بالمناسبة عن جملة من مواقف نقابته تجاه الحوار الاجتماعي، والالتزامات الاجتماعية للحكومة، وتم التركيز على المشاكل والوضع المتأزم الذي تعاني منه فئات واسعة من الشغيلة، سواء في القطاع العام أو الخاص، وعلى رأسها ضعف القدرة الشرائية. وعقب الكلمة جرى استعراض الوفود العمالية المشاركة في التظاهرة، والممثلة للعديد من القطاعات الإنتاجية والخدماتية والتعليمية... التجديد لقطات على هامش مسيرة فاتح ماي مهمومة بأغنية مهمومة لمجموعة ناس الغيوان اختارت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن تباشر احتفالها بذكرى فاتح ماي بالرباط، معيدة أذهان الحاضرين من العمال إلى عقود خلت بما كانت تعتمل فيها من ذكريات النضال وتأجج الاحتجاجات. وكأن الكونفدرالية تريد القول لعمالها إن أحوالكم مهمومة في السابق كما في الحاضر. طريقة خاصة اختار ما يقارب 17 عاملا (صباغين وبنائين) بجوار مسجد الغندور بالرباط طريقتهم الخاصة لتخليد فاتح ماي، إذ لم يأبه هؤلاء بانشغال النقابات المعروفة بتنظيم المنصات الخاصة بإلقاء الكلمات بالمناسبة، بل عرضوا وسائل عملهم انتظارا لرزق يومهم وعيالهم. وقال أحد هؤلاء إن مصاريف الكراء ومسؤولية المعيشة لا تترك لهم فرصة التجمع والاحتجاج، متسائلين بالقول على من غادي نحتجوا حنا بعدا ؟ كناوة بدأت الفيدرالية الديمقراطية للشغل احتفالاتها عند ساحة المامونية بالرباط بأغاني حماسية للفنان اللبناني مارسيل خليفة، بيد أنها أنهتها بأغاني صاخبة لموسيقى كناوة جمعت الشباب على الرقص غير عابئين بمسيرة العمال التي كانت متأججة على بعد أمتار منهم. أمازيغية قام مجموعة من نشطاء داخل جمعية تاماينوت باستغلال ذكرى فاتح ماي للمطالبة بضرورة ترسيم اللغة الأمازيغية. ولم يتوان المحتجون عن اتهام المدرسة المغربية والسياسة المغربية والتلفزة المغربية بالعنصرية والإقصاء. معطلون انتهزت مجموعات من حاملي الشهادات المعطلين مسيرة فاتح ماي للتنديد بالسياسة الحكومية في شأن إدماجهم في الشغل. مثلما شارك إلى جانب هؤلاء مجموعة ضحايا النجاة الذين أكدوا استمرارهم في الاحتجاج إلى حين كشف حقيقة صفقة النجاة المعروفة.