تمكن المنتخب الوطني المغربي من العودة بتعادل مهم و ايجابي من قلب افريقيا الوسطى بعدما حافظ على نظافة شباكه رغم تضييعه لعديد الفرص التي كادت أن تعيد الأسود بثلاث نقاط غالية . المباراة أقيمت في ظروف قاسية على أرضية الملعب المبللة و السيئة جداً و لكن هذا لم يمنع المنتخب المغربي من المبادرة للهجوم و جاءته فرصة أولى للتسجيل من تسديدة يوسف العربي التي ارتطمت بالقائم الأيمن للحارس. بعدها بدقيقة فقط أهدر يوسف حجي رأسية سهلة بدون مضايقة إثر عرضية جميلة من زميله مبارك بوصوفة المتخصص في تنفيذ الركنيات. و بنفس الطريقة تماماً أضاع المدافع عبد الإله الكوثري هدفاً محققاً بعد عرضية وصلته أمام المرمى دون تعرضه للمضايقة لكنه فقد توازنه قليلاً و مرت الكرة بمحاذاة القائم الأيمن للحارس. كاد البعض يظن أن الدجل و السحر الأفريقي قد يطال مدينة بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى مع ضياع كم هائل من الفرص السانحة للتسجيل و منها الانفراد الصريح للمهاجم يوسف العربي الذي عاد لإضاعة الفرص بعد تسديده الكرة فوق العارضة بملمترات قليلة. فرصة أخرى تضيع على أسود الأطلس حين فشل الجناح الأيمن مبارك بوصوفة في استغلال الخروج الخاطئ للحارس ليهدر هدفاً محققاً بسبب تماطله و تردده في المراوغة و التسديد نحو المرمى الفارغ. و ما زاد من ارتباك المنتخب المغربي الذي افتقد للتركيز طوال المباراة هو الانفراد الواضح الذي حصل عليه الثنائي يوسف حجي و مبارك بوصوفة إلى أن عدم تفاهم اللاعبين حال دون دخول الكرة للشباك في أسهل فرصة ممكنة تتاح للمنتخب المغربي قبل أن يعود يوسف العربي لتضييع فرصة أخرى أمام المرمى بعدها بثواني معدودة فقط. و في المقابل، جاءت صحوة منتخب أفريقيا الوسطى المساند بقوة من طرف جماهيره الشغوفة بعد مرور نصف ساعة من اللعب حين أتيحت له أول فرصة في المباراة كاد يسجل من خلالها هدف التقدم لولا براعة الحارس نادر المياغري و شجاعة المدافع الأيسر بدر القادوري الذي ساند زملائه في قلب الدفاع و أبعد كرة من أمام المرمى. الشوط الأول انتهى بنتيجة التعادل السلبي و هي النتيجة التي حافظ عليها المنتخب المغربي الذي انهار بدنياً فيما تبقى من اللقاء بعد أدائه الكبير في نصف ساعة الأولى حيث أتيحت له العديد من الفرص السانحة للتسجيل و التي كانت ستساعده في حسم المباراة مبكراً لصالحه. و قد شهدت الجولة الثانية التفوق العددي لأفريقيا الوسطى في خط الوسط مما صعب من مأمورية المنتخب المغربي و قد نجح بين الفينة و الأخرى من الاستحواذ على الكرة و الضغط على أسود الأطلس الذين تراجع مخزونهم البدني بعد مجهودهم الكبير في الجولة الأولى من المباراة. منتخب المغرب و قبل سعيه للحفاظ على النتيجة و الإكتفاء بنقطة التعادل، حاول خلال الدقائق الأولى من الجولة الثانية المبادرة للهجوم و كادت تسنح له فرصة حقيقية للتسجيل لولا نجاح أصحاب الأرض في قطع عرضية خطيرة لمبارك بوصوفة كانت ستصل إلى المهاجم يوسف العربي المنفرد بالحارس. تلك كانت أبرز الفرص التي شهدتها الجولة الثانية من اللقاء مع بعض المناوشات و التسديدات البعيدة لمنتخب أفريقيا الذي لم يتمكن من مجاراة الضيف الثقيل على الرغم من أفضليته من الناحية البدنية و النفسية بعد تراجع اللياقة البدنية للاعبي المنتخب المغربي و انخفاض ثقتهم في أدائهم بعد تضييع العديد من الفرص في الشوط الأول من المباراة. التعادل في صالح المنتخب المغربي الذي لعب الكل للكل خلال التسعون دقيقة ، خصوصا و أن الجولة الأخيرة سيستقبل من خلالها الأسود منتخب تانزانيا فيما سيغادر منتخب افريقيا الوسطى الى الجزائر رغم انعدام آمال هذا الأخير . جذير بالذكر أن عناصر المنتخب عانت الأمرين في بانغي خصوصا و أن هذه المدينة تعاني كثيرا من تقلبات جوية كثيرة اضافة الى انعدام أساسيات الحياة و هذا ما عجل بعودة المنتخب على الساعة الثامنة مساءا عبر طائرة خاصة . وبقي رصيد المغرب وافريقيا الوسطى ثماني نقاط لكل منهما في صدارة المجموعة الرابعة مقابل خمس نقاط لتنزانيا والجزائر. ويحتاج المغرب الى الفوز في الجولة الأخيرة الشهر المقبل بملعبه على تنزانيا وتعثر افريقيا الوسطى في الجزائر ليتأهل لكأس الأمم الافريقية التي غاب عن نسختها الأخيرة في انجولا عام 2010.