المغرب الفاسي الوداد البيضاوي لمن يبتسم الحظ في لقاء العمالقة؟ شاءت الأقدار أن يلتقي الفريقان في ظروف متشابهة فالوداد البيضاوي عائد من هزيمة غير مستحقة تحكمت فيها جزئيات صغيرة أمام الترجي التونسي بينما المغرب الفاسي تعرض لهزيمة مزدوجة في نفس الأمسية أمام الفتح الرباطي، حيث فقد النقاط الثلاث وفقد أحد عناصره المهمة اللاعب يوسف العياطي الذي تعرض لكسر سيغيبه شهرا ونصف على الأقل. هذه الظروف ستجعل لقاء نصف النهاية جسرا من أجل عبور الأحزان للوداد البيضاوي وفرصة للمغرب الفاسي من أجل عدم ضياع أحد الألقاب المهمة التي يراهن عليها الفريق هذا الموسم. وما يزيد من حساسية المواجهة ما شهده آخر لقاء بين الفريقين في بطولة الموسم الماضي، حيث تعرض المغرب الفاسي لهزيمة ساهمت في إبعاده عن تحقيق لقب البطولة. النمور الصفر يسعون لتحقيق الأفضل وصيف النسخة الأخيرة من مسابقة كأس العرش يسعى لتحقيق الأفضل، والأفضل هنا هو الفوز بالكأس الفضية التي حدد الجهاز التدريبي للمغرب الفاسي لقبها كأحد الأهداف المسطرة هذا الموسم. النمور الصفر الذين يعتقدون أن لقب المسابقة للسنة الماضية قد سلب منهم بسبب عدم التركيز يعلمون جيدا أن القرعة قد أعطتهم الأفضلية باستقبال الوداد البيضاوي في ميدانهم وهي فرصة من أجل تسجيل حضور ثان على التوالي في المقابلة النهائية. الماص بسجل جيد وبدون أن تتلقى شباكه أي هدف يصل إلى هذه المرحلة بعد ثلاثية في مرمى اتحاد أزيلال وهدف قاتل للشطيبي الغائب عن هذا اللقاء في مرمى الكوكب، ثم هدف في مرمى الحسنية قاد الفريق إلى الدور نصف نهائي. المدرب رشيد الطوسي الذي أكد في تصريحاته بان لقاء الوداد البيضاوي هو لقاء صعب بغض النظر عما يمر به الوداد البيضاوي من حالة نفسية إثر الهزيمة في نهائي دوري الأبطال اعتبر أن المغرب الفاسي يجب عليه أن لا يدع هذه الفرصة تمر دون أن يستفيد منها ويحجز تذكرة الوصول إلى المقابلة النهائية. بأية طريقة سيدير المدرب الطوسي اللقاء؟ بغياب شمس الدين الشطيبي للإيقاف ويوسف العياطي للإصابة سيكون على المدرب رشيد الطوسي تدبير أمر لقائه أمام الوداد البيضاوي بالعناصر المتوفرة وربما ما أقدم عليه المدرب الطوسي في لقاء الفتح الرباطي بإراحة العديد من العناصر الرئيسية يدخل في نطاق المحافظة على مجهود اللاعبين للإستحقاقين القادمين يومي الثلاثاء والسبت القادمين. ومن المتوقع أن يقحم الطوسي في لقاء الوداد البيضاوي أنس الزنيتي في حراسة المرمى، بينما سيكون رباعي الدفاع حاضرا بتواجد كلا من حجي، لمراني، الزكرومي والحموني، أما خط الوسط فمن المرجح الإعتماد على البصري وبامعمر وبرابح، بينما في الخط الأمامي فيبدو أن التركيز سيكون على الثلاثي جيفرسون وحلحول وبورزوق. اللياقة البدنية نقطة قوة النمور الصفر من الواضح أن المستوى البدني للاعبي المغرب الفاسي في ارتفاع، وهذا يتضح من خلال أداء الفريق في المناسبات الكبرى سواء في البطولة الإحترافية أمام الرجاء البيضاوي وأولمبيك أسفي أو من خلال مسابقة كأس العرش، حيث خاض الفريق 120 دقيقة أمام الكوكب المراكشي ليرحل بعدها إلى الجزائر وينتزع انتصارا من هناك أمام شبيبة القبائل الجزائري. الآن تبدو الأمور مشابهة لمقابلة الكوكب المراكشي ضمن كاس العرش، حيث سيخوض الفريق مقابلة كأس العرش ويرحل بعدها إلى تونس لمقابلة الإفريقي التونسي، فهل سيقدم النمور الصفر إثباتا آخر بأن توالي اللقاءات لم ينل من مجهودهم البدني؟ الوداد يسعى لمداواة الجراح واستعادة ذكريات 2001 لعل أسوأ سيناريو كان يتصوره عشاق الوداد البيضاوي هو أن يخوض فريقهم نصف نهائي مسابقة كأس العرش بعد أسبوع مليء بالضغط العصبي من خلال خوض ذهاب وإياب نهائي كأس عصبة أبطال أفريقيا الذي انتهى بهزيمة غير مستحقة لممثل الكرة المغربية. مباشرة بعد خوض لقاء الترجي التونسي كان على الوداد البيضاوي الإستعداد أمس واليوم للقاء الغد الذي يشكل فرصة للفريق الأحمر من أجل أن يداوي الجراح ويمسح الأحزان في مسابقة غاب أحد قطبي العاصمة الإقتصادية عن منصة التتويج فيها منذ عشر سنوات وتحديدا عندما هزم نفس الفريق المغرب الفاسي في اللقاء النهائي بهدف وحيد، كما أنه لم يعرف الوصول إلى المقابلة النهائية منذ موسم 20032004 عندما إنهزم بضربات الترجيح أمام الجيش الملكي. الوداد البيضاوي وصل إلى هذه المرحلة بعد أن أقصى أولمبيك خريبكة في لقاء هيتشكوكي حيث انتصر 43، ثم قسى على ممثل العيون شباب المسيرة في ميدانه برباعية من الأهداف وأخيرا إبتسم له الحظ في لقائه أمام الفتح الرباطي، حيث عاد إلى اللقاء في الوقت بدل الضائع بتسجيل هدف التعادل، ثم الإنتصار بضربات الترجيح. ويبقى العامل النفسي هو الذي سيتحكم في أداء لاعبي الوداد البيضاوي، حيث يبدو أمام الجهاز التدريبي عملا شاقا في ظرف يومين من أجل إخراج اللاعبين من صدمة ضياع اللقب الإفريقي وتجهيزهم نفسيا لهذا اللقاء . دوكاسطيل على المحك المدرب السويسري سيكون أمام إختبار صعب في الدور نصف نهائي لكأس العرش، حيث جاء اللقاء في الوقت الذي يتعرض خلاله لانتقادات كثيرة بسبب طريقته في إدارة ذهاب وإياب نهائي دوري أبطال إفريقيا. دوكاسطيل سيكون تحت ضغط جماهير الوداد البيضاوي التي لن تتقبل ضياع لقب آخر وعليه قد يرمي بأوراق جديدة في الميدان حتى وإن كانت لا تدخل ضمن خطته في اللعب. وإذا كان المدرب السويسري قد قاد الوداد البيضاوي إلى نهائي دوري الأبطال وحقق معه نتائج إيجابية في البطولة الإحترافية وكأس العرش من خلال الإنتصار في اللقاءات السبعة ضمن المسابقتين إلا أن أي نتيجة سلبية جديدة قد تعجل برحيل هذا المدرب. غيابات كثيرة في صفوف الوداد سيغيب عدة لاعبين عن صفوف الوداد البيضاوي أولهم لمياغري الحارس الدولي الذي تعرض لإصابة بليغة لكن تألق الحارس بونو في نهائي دوري الأبطال الإفريقي خفف قليلا من وقع غياب العميد لمياغري وأيضا سيغيب أيوب الخالقي بسبب الإصابة، أما مسألة إشراك أونداما هداف المسابقة برصيد أربعة أهداف فهي غير واضحة حتى الآن.