إعداد : نبيل النكَادي يجد الرجاء الرياضي نفسه في الوضعية ذاتها التي كان عليها قبل سنة كاملة، آنذاك كان الفريق قد أقصي من منافسات كأس العرش في ثمن النهاية على يد الجيش الملكي بقيادة رشيد الطاوسي آواخر شتنبر 2014، مما عجل بالانفصال عن المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة. الفريق البيضاوي، يواجه غدا (الثلاثاء) موقفا مماثلا يقف فيه الطاوسي نفسه، هذه المرة قائدا للماص، أمام طريق الرجاء إلى نصف نهاية الكأس الفضية. مرة أخرى، سيكون على الرجاء الرياضي تجاوز ضغط محيطه الكبير، فمباشرة بعد نهاية لقاء الذهاب في مركب محمد الخامس (1 – 1)، تناسى الجميع رهانات إعادة البناء وإعطاء الفرص كاملة للمسؤولين لترميم صفوف الفريق، فتسارعت الأحداث وكثرت الانتقادات اللاذعة للقرارات المتخذة وسط المباراة والقرارات التي اتخذت إبان الاشتغال على الانتدابات، في مشهد أصبح الرجاويون يتقنونه بالنظر إلى كثرة الانتكاسات في الآونة الأخيرة. لا يختلف اثنان حول أهمية الكأس بالنسبة للرجاء، فهي الفرصة الأخيرة للفريق من أجل لعب غمار المنافسات الإفريقية في 2016، غير أن الآمال التي عقدها الأنصار على مباراة الماص بالضبط كانت كبيرة جدا، فوضعوا دون أن يعوا ضغطا إضافيا على الفريق وهمهم الوحيد التخلص من مخلفات الماضي القريب، منساقين للمنهجية التي يتعامل بها البعض مع الرجاء كمادة إعلامية دسمة. ما لا يعيه أنصار الرجاء الرياضي أن فريقهم اليوم لا يختلف كثيرا في النتائج عن رجاء فاخر بداية موسم الموندياليتو، بل مساحات تطوره أكبر، غير أن جزئيات صغيرة هي التي حرمت الرجاء من الانطلاقة المرجوة على غرار ركلات الجزاء الشهيرة وغياب النجاعة الهجومية في حالات أخرى. ما يجب أن يقلق المتابع الرجاوي حاليا، هو ضعف قدرة التحمل الذهنية عند لاعبي الفريق، وهو الشيء الذي يساهم فيه محيط الرجاء بشكل واضح على غرار قضية بامعمر وفشل اللاعبين في رد الفعل بعد هدف التعادل أمام الماص. لن تكون مفاجأة كبيرة أن يخسر الرجاء في فاس رهان الكأس باعتباره فريقا سيظل مدة غير يسيرة في طور البناء، غير أن المفاجئ سيكون أن يتعامل مسؤولو الرجاء مع الوضعية على الطريقة التي عهدناها في المواسم الماضية، راضخين للأصوات التي ستتعالى بشكل كبير في ظل تكرار سيناريو الإقصاء.