كما يراها محمد حومد تعيش الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ارتباكا عميقا وواضحا في الآونة الأخيرة. وقد يؤدي ذلك إلى المساهمة بقسط كبير في تدمير إحدى القلع المدنية المناضلة والمشعة المتبقية في ساحة المواجهة. وبالطبع، فإن التاريخ سيحاكم بصرامة وموضوعية جد قاسية كل من دفع بالجمعية التي - تم بناؤها "طوبة طوبة" بسواعد وأدمغة نضالية متنوعة- إلى هذا المأزق بغية تحقيق مكاسب سياسية ضيقة وعابرة!!! لن أتحدث عن المؤتمر القادم الذي سينعقد في شهر أبريل ورهاناته السياسوية البعيدة بشكل مستفز عن الأهداف المتعلقة بحقوق الإنسان (التوافقات المستترة الفظة) أو عن اللجنة التحضيرية التي فصلت بالمقاس (المقص) السياسي - البعيد منتهى البعد عن المقاس الحقوقي- والذي استدعى تعديلا قسريا للنظام الداخلي، ولن أتحدث عن أوضاع العديد من الفروع المحلية والجهوية الميتة أو شبه الميتة، ولن أتحدث عما جرى بالكثير من الملتقيات والمخيمات والندوات ... ولن أتحدث عن اغتيال الفروع المزعجة، ولن أتحدث عن حالات تجميد العضوية بالمكتب المركزي واللجنة الإدارية!!! ولن أتحدث عن الكيل -غير الحقوقي البتة- بالعديد من المكاييل، في علاقة ذلك بالمعتقلين السياسيين وبنضالات النقابات والطلبة والمعطلين... سأتحدث عن أمر واحد ومحدد بمناسبة مقال نشر مؤخرا باللغة الفرنسية باسم السيد عبد الخالق بنزكري (النائب الحالي لأمين المال بالمكتب المركزي للجمعية). إنه مقال يمجد الجمعية حد الافتتان (النرجسية)، وربما الجنون... والجمعية ليست في حاجة إلى الحب الذي يقتل (فمن الحب ما قتل، السيد بنزكري!!!). والأمر المقصود هو التناقض المكشوف التالي: كيف لجمعية "كاملة الأوصاف"، جمعية، لها 13.000 عضو (ة)... جمعية،هي التطوع؛ جمعية، هي الديمقراطية؛ جمعية، هي الاستقلالية؛ جمعية، هي أكثر من 90 فرعا؛ جمعية، هي تشجيع المبادرات؛ جمعية، هي المشاركة الفعالة في أكثر من 30 شبكة؛ ... .. جمعية، قال في حقها أنوزلا (تغزلا وتملقا): "هل يمكن تصور مغرب بدون جمعية مغربية لحقوق الإنسان!!!"... السيد بنزكري: كيف لمثل هذه الجمعية أن تعجز عن تدبير أمرها إبان المؤتمر المقبل (المؤتمر العاشر)، لدرجة يضطر معها السيد بنزكري إلى الدعوة لإعادة الثقة في قيادتها الحالية، أو على الأقل جزء مهم منها؟!!! والكل يفهم من المقصود بذلك طبعا!!! كنا ننتظر من السيد بنزكري أن يدعو الى فسح المجال للطاقات التي تزخر بها الجمعية، إناثا وذكورا... كنا ننتظر من السيد بنزكري أن يدعو إلى تشبيب قيادة الجمعية... كنا ننتظر من السيد بنزكري (نائب أمين المال) أن يعطينا أرقاما دقيقة حول المبالغ المالية الخيالية التي صرفت في العديد من التكوينات والملتقيات والمخيمات والجامعات والندوات لفائدة نساء الجمعية وشبابها وباقي أطرها... كنا ننتظر من السيد بنزكري (نائب أمين المال) أن يمدنا بأرقام دقيقة حول عدد الطاقات التي برهنت عن مهارات وكفاءات في مجالات التسيير والتأطير والتنظيم، والقدرة على رفع التحديات، ومواصلة المسير على درب رموز الجمعية المعروفة والمجهولة... السيد بنزكري: إن جمعية تحترم نفسها وتعتز بديمقراطيتها لا يمكن أن تقبل ضرب نفسها بنفسها، على غرار منظمات فاقدة للشرعية والمشروعية المدنية والشعبية... وتقبل تحياتي وملاحظاتي محمد حومد