أين وصل تقرير السيد محمد الصبار بخصوص أحداث الثلاثاء الأسود بمدينة خريبكة؟ ماذا عن جدية التقرير و مدى حياديته؟ وهل ستطال المحاكمة والمحاسبة من أمروا بالتنكيل بشباب عزل و هم نيام في خيامهم ؟ لمصلحة من أعطيت الاوامر بتفكيك المعتصم ؟ لا يزال سكان مدينة خريبكة ينتظرون تقرير محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي حضر من اجله إلى خريبكة عقب الاحداث الدامية أو ما سمي بالثلاثاء الاسود بالمدينة ، إذ حضر على رأس لجنة من المجلس لتقصي الحقائق وتحديد الاطراف المسؤولة عن اندلاع احداث كادت تأتي على الاخضر واليابس ، فكانت الإصابات في صفوف الشباب و قوات الامن ، فاشتدت الاشتباكات و خرب الممتلكات و اندلعت النيران في السيارات . تعالت اصوات الإدانة والاستنكار من الهيئات السياسية ، الحقوقية والمجتمع المدني ، فلم تجد السلطات بد من إلصاق تهمة اندلاع الانتفاضة لجماعة العدل والاحسان ، فحضر السيد محمد الصبار حاملا في يده رشاش ماء أخمد به نيران الثورة وحدد المسؤوليات مبرئا جماعة عبد السلام ياسين و أدان السلطات المحلية محملا إياها المسؤولية مستنكرا الطريقة غير القانونية و الوحشية التي تم بها فك الاعتصام حيث هاجمتهم قوات الأمن بمختلف أصنافها و هم نيام فجر الثلاثاء 15 مارس 2011 دون سابق إنذار وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بجروح و إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف قوات الأمن مما تسبب في تفاقم الأوضاع التي فرضت رد فعل قوي من خلال المواجهات العنيفة بين المواطنين وقوات القمع. تعددت لقاءات الصبار مع كل الفاعلين ، فكانت خلاصة الاجتماعات إلى أن الاعتصام المفتوح الذي كان يخوضه أبناء متقاعدي المجمع الشريف للفوسفاط (للمطالبة بحقهم في الشغل) واجراء الريجي (المطالبة بالإدماج و تحسين ظروف العمل) أمام إدارته بخريبكة كان سلميا بامتياز ولم يسجل عليه أي تجاوز طيلة 25 يوما . ورغم ثبوت تورط السلطات المحلية التي تتحمل كل المسؤولية في اندلاع تلك الأحداث، وبالرغم من وعد السيد الصبار بإجراء تحقيق جدي ومسؤول يحدد المسؤوليات ، إلا أن شيئا لم يقع ولم يخرج تقرير السيد الصبار بعد سنة كاملة، الامر الذي قد يوحي للجميع بأن محمد الصبار أتى لخريبكة لإخماد ثورة كادت تاتي على الأخضر واليابس وتحصد جرحى بأعداد قد يعجز اللسان عن عدها. لازلنا ننتظر تقرير الامين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان ونحن غير مستعجلين ، ما نريده هو إنصاف شباب خريبكة الذين انتهكت حرمتهم بالليل وهم نبام في خيامهم ، ليعاقب من أمر بشن ذلك الهجوم الوحشي حتى يكون عبرة لغيره ويوضع حد لانتهاك حقوق المواطن الخريبكي . فهل سيفي السيد الصبار بوعده ويخرج تقريره؟ وهل سيكون منصفا فيه؟ وماذا عن محاسبة من سيثبت تورطهم ف الاحداث ؟ اسئلة عديدة ننتظر الجواب عنها من السيد الصبار .