لن نقدم لهذا الحدث بأية مقدمة، لأنه فضيحة نستحيي أن نصف به مؤسسة دورها التربية و التعليم، دورها أن تخرِّج أطرا و رجالا قادرين على النهوض بهذا البلد الحبيب ... يا حسرة أن يكون رجل التعليم العالي !!! نموذجا أخلاقيا سيئا في كل معاني التكبر و الاستعلاء و كأن النساء ما ولدت غيره ... إننا أيها القراء الكرام أمام كارثة وقعت الأمس 27/02/2014 بالكلية المتعددة التخصصات بمدينة خريبكة؛ فبعدما كان جميع الطلبة ينتظرون من إدارة الكلية أن تقيِّم أداءها السيء و الضعيف في الأسدس الأول من السنة الدراسية 2013/2014 و تسعى إلى تجاوز ذلك عبر توفير ظروف أحسن و أفضل لنجاح العملية التعليمية ...ها هي الإدارة العبقرية !! من جديد تفاجئ الجميع بإجراءات لا تنبئ إلا بالسوء و بالمزيد من الفشل و تكرس وضعا مأساويا. فقد أقدمت إدارة المؤسسة عبر مجلس تأديبها البيروقراطي إلى إصدار أحكام قاسية في حق الطلبة تجاوزت التأديب لتلتحق بالتعزير و المعاقبة. و أبرز هذه العقوبات القاسية ما قامت به الإدارة المحترمة من مجاراة إرادة أستاذ بالكلية و ذلك بالحكم على الطالبة المدعوة ف. ز بخصم سنة كاملة ( أي ما يعادل 8 وحدات أو سداسيين ) من مجموع تحصيلها الدراسي بحجة أن الطالبة المذكورة قامت بسب أستاذ يدعى م. إسكافي... ترجع تفاصيل هذه الواقعة إلى يوم إجراء الطالبة لامتحان في مادة خاصة بالأسدس الخامس، حيث أكدت شهادات الطلبة الذين حضروا الواقعة أن الأستاذ المذكور و الذي كان مكلفا بالحراسة أمر الطالبة بإزالة الحقيبة الخاصة بها بطريقة يغيب فيها الاحترام و تتقوى بلغة الاستعلاء و السلطوية و ذلك حتى قبل أن تمنح الأوراق الخاصة بالامتحان للطلبة الممتحنين. رد فعل الطالبة تجاه هذا السلوك كان دعوة الأستاذ إلى التكلم بلباقة و لطف و هو ما لم يستسغه الأستاذ المذكور المكلف بالحراسة، و حدى به ذلك إلى كتابة تقرير يتهمها فيه بالسب و غير ذلك . تسبب خبر الحكم الذي أصدره المجلس التأديبي في حق الطالبة، و الذي أذاعه البارحة 27/02/2014، إلى سقوطها مغميا عليها من شدة الصدمة وسط ساحة الكلية، سارع مجموعة من الطلبة المنتمين إلى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى الاتصال بسيارة الإسعاف و تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة . بعد هذا الحدث الخطير و الذي يوضح بشكل جلي الواقع المرير الذي تتخبط فيه الكلية من خلال مجموع الإجراءات التي تخرج بها الإدارة دون مراعاة الأوضاع التي تسهم في إفشال الواقع التعليمي، حاول الطلبة عبر حلقيات و دردشات نظمت طيلة اليوم، خلق نقاش يُطرح فيه تجلي تسيير العبث و الارتجالية و السلطوية، و قد تفاعلت مختلف الجماهير الطلابية و معها الفصائل الطلابية المتواجدة في ساحة الكلية مع الحدث و استطاعت عبر حلقية احتجاجية مركزية نظمت عشية الأمس أن تربط هذه الواقعة بمجموع ما يتخبط فيه الطلبة من مشاكل تتراكم سنة بعد سنة. و قد أكد أغلب المتدخلين تضامنهم الكامل مع الطالبة و أدانوا الحكم القاسي عليها و اعتبروا أن الواقع يستدعي وقفة رجل واحد من أجل التصدي لكل سياسات الإدارة التي تنحى بالمؤسسة نحو المجهول. و توعدوا الإدارة بمزيد من الّأشكال النضالية حتى يعود للطالبة حقها . فهل يا ترى ستكرس الإدارة مزيدا من عنتريتها و سلطويتها ؟؟ أم ستتنازل أمام إرادة الجماهير الطلابية و تعيد للطالبة حقها و تنصفها من ظلم أستاذ يعتد بنفسه ؟؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على ذلك. 28/02/2014