عرفت الساحة الجامعية لكلية الحقوق بجامعة الحسن الأول سطات أحداث لا يمكن و صفها إلا بالدامية في الأيام القليلة الماضية ،و قد كان سيناريو بداية هذه الأحداث عندما تم فتح نقاش واسع و مسؤول بين عموم الطلبة لتدارس و مناقشة جميع المشاكل سواء على المستوى البيداغوجي و الإداري. و بما أن القطاع الطلابي يشتغل من خلال لجان تؤطر جوانب محددة في الحياة الطلابية تتمثل بالأساس في لجنة الملف المطلبي، لجنة الاعلام و التواصل، لجنة الأنشطة الثقافية و الفنية ،لجنة المراقبة، لجنة الحي الجامعي و لجنة البحث العلمي. فقد تم عقد اجتماع خاص بين أعضاء الكتابة الإقليمية للقطاع الطلابي الإتحادي و لجنة الملف المطلبي وتم خلال هذا الاجتماع تدارس كل المشاكل التي يعاني منها الطلبة و التي من الضروري معالجتها و هو الوضع الذي أصبح يعرف نوعا من الاحتقان ، وبناء عليه تم تنظيم وقفة احتجاجية وحلقية نقاش بين الجماهير الطلابية بمعية الفصائل الطلابية والمناضلين الشرفاء داخل الساحة الجامعية نوقشت من خلالها جميع المشاكل التي يعانيها الطلبة ،وقفة انبثق عنها انتخاب لجنة سميت بلجنة الحوار التي كلفت بفتح حوار مع السيد العميد لتدارس جميع هذه المشاكل ،و بعد فتح الحوار مع السيد العميد اعطي أجل اسبوع للرد خلالها ،و بينما كانت الجماهير الطلابية لازالت في نقاش مستفيض ومسؤول حول الوضع داخل الكلية. تدخل مجموعة من الطلبة بمنطق احتكار الساحة الجامعية والوصولية ،و كما اوضح أنس بن الدرقاوي الكاتب الإقليمي للقطاع الطلابي و ممثل الطلبة بمجلس الجامعة بجامعة الحسن الاول ‹›أن هذه المجموعة من الطلبة هم طلبة ضبطوا في حالة غش بالاضافة الى هؤلاء كان أيضا هناك مجموعة من العدميين لا يؤمنون إلا بلغة الشارع ‹› يضيف انس بن الدرقاوي :››أن هذا التدخل كان من خلال الدعوة لمقاطعة الامتحانات عن طريق اقتحام المدرجات و الاعتداء المعنوي و النفسي على الطالبات و ترهيب الطلبة و هي التجاوزات التي كان من القطاع الطلابي الاتحادي أن وقف لها بالمرصاد ،في حين أنضاف لهؤلاء طلبة ليس لهم فصيل طلابي و لا علاقة لهم بالملف المطلبي للطلبة ، بل اتضحت فيما بعد أن الأمر في مجمله حسابات سياسيوية ضيقة و مصالح شخصية أضيق، بل انهم يقتاتون على حساب نضالات الجماهير الطلابية. بدل فتح الملفات الحقيقية الملتصقة بهموم الطلبة وتدشين معارك نضالية حقيقية تهتم بحقوقهم و مطالبهم المشروعة، في إصرار عنيد على جر الطلبة إلى معارك ومواجهات هامشية وفي فوضى لا تخدم إلا مصالحهم الضيقة كما أوضح انس الدرقاوي ‹›أن القطاع الطلابي الاتحادي أصدر بيانا كشف فيه جميع حيثيات هذه الصراعات و فضح هذه الممارسات التي كان مرتكبوها مدعومين من جهات خارجية ‹›و أضاف أن البيان ندد بشكل واضح بالعنف الذي عرفته كلية الحقوق››،و في تفصيل لأحداث الأسبوع الأخيرة يقول انس:››انه كانت حلقية مفتوحة يوم الاثنين الأخير تم فيها استفزاز الطلبة الاتحاديين من بعض المحسوبين زورا وبهتانا على الصف التقدمي و الحداثي و ما كان من طلبة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية إلا الرد بالحوار ليتبين أنهم عاجزين فكريا و نضاليا عن مسايرته ،مباشرة في اليوم الموالي كانت حلقية نقاش عن مشاكل الكلية إذ بأشخاص ذو توجهات سياسية معينة، قد أقحموا شخصا من خارج الكلية لأنهم لا يتوفرون أصلا على فصيل طلابي لأخذ الكلمة و هو ما عرف اعتراض الطلبة في البداية لكنه اخذ الكلمة فيما بعد و بعد وضوح المسار الذي اخذته هذه الكلمة تم الاعتراض عليه مجددا ، هذا الاعتراض ولد مواجهة بفتح السب و الشتم في صفوف الطلبة مما أدى إلى مواجهات بين الطلبة ‹› و يضيف الكاتب الإقليمي للقطاع الطلابي الإتحادي :›› أن هذه المضايقات كلها لم تعرف طريقها إلى عزم القطاع الطلابي عن بلوغ مسعاه الأساس المتمثل في معالجة المشاكل التي يتخبط فيها الطلبة في جامعة الحسن الأول ،فبعد كل هذه المواجهات بأيام و بالضبط وقت فتح الحوار مع السيد العميد من قبل لجنة الحوار تم التشويش على هذه الأخيرة التي تأكد لها أن هؤلاء المحسوبين للأسف على العائلة اليسارية....قد اقتحموا الساحة الجامعية باسلحة بيضاء ،و هو الشيء الذي اضطرت جراءه لجنة الحوار إلى وقف الحوار مع العميد و التوجه إلى ساحة الكلية لاحتواء الوضع و هو ما تم بالفعل ،فيما تأكد لاحقا أن هناك جهات خارجية تدعو إلى التخريب ‹› هذه الأوضاع و التوترات لم تحل دون استئناف الحوار الذي تطرقت فيه اللجنة لجميع مشاكل الطلبة مع العميد حيث رجعت الأوضاع إلى سابق عهدها ،فيما أصدرت لجنة الحوار بيان أوضحت من خلاله المسار الذي أخذه الحوار مع السيد العميد ،كما أشارت إلى انه تمت معالجة المشاكل التي يكابدها الطلبة و التي تم العمل على حلها بالفعل ،و فيما يلي أرقام بنسبة الطلبة و المسالك التي جعلت من هذه السنة استثنائية حيث شكل الدخول الجامعي2012/2011 المحطة الثالثة للمخطط الإستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية، فعلى مستوى جامعة الحسن الأول، تم إحداث عدد من المسالك و التكوينات مما سمح بتحقيق المزيد من المرونة و الملائمة مع الخيارات الفردية للطلبة في مسارهم الدراسي. فقد وصل العدد الإجمالي للطلبة المسجلين الجدد و القدامى 13527 طالبة و طالبا بنسبة ارتفاع بلغت %29.52 مقارنة بالسنة الجامعية 2010/2011 و تم في هذا الموسم تسجيل ارتفاع غير مسبوق في عدد الطلبة الجدد المسجلين بسبب تزايد عدد الحاصلين على شهادة البكالوريا.و لعل أهم الصعوبات المرتبطة بالتسجيل هو التأخير الكبير الذي يحصل خلال عملية تسجيل الطلبة الجدد و إعادة تسجيل الطلبة القدامى و يعتبر التأطير البيداغوجي من بين الإكراهات المرتبطة بتطبيق الإصلاح لما يتطلبه تنظيم أصناف التعليم من مراقبة مستمرة وتوزيع الطلبة على مجموعات صغيرة ومن موارد مالية إضافية و بنية تغطي الحاجيات المستجدة. إلا أن الملاحظ وجود خصاص في الأطر ألإدارية و التربوية وعلى وجه التحديد في جملة من التخصصات مما يستوجب إيجاد حلول مناسبة لذالك. وبخصوص هذه السنة دائما فقد عقد ممثلي الطلبة بمجلس الجامعة أعضاء القطاع الطلابي الإتحادي لقاءات ماراطونية بخصوص مشكل النقل الذي يبقى من أكبر المشاكل داخل الجامعة مع الجهات المسؤولة وبالرغم من تحقيق بعض المكتسبات ومع ذالك مازلنا نواصل مجموعة من اللقاءات معولين على وعود الجهات المختصة. كما تم تحميل إدارة الحي الجامعي مسؤولية الارتجالية في تدبيرهذا المرفق العمومي مما ترتب عنه سيبة داخل الحي الجامعي. و تجدر الإشارة أن القطاع الطلابي الاتحادي بجامعة الحسن الأول سطات يعرف نشاطا متميزا من خلال الأنشطة التي تعرفها كلية الحقوق تحت لوائه ،كما أنها على موعد مع ندوة تحت عنوان الاعلام و الانتقال الديمقراطي في أبريل القادم . من جانب اخر فقد تم الانتهاء من صياغة مذكرة باسم القطاع الطلابي الإتحادي قصد إرسالها إلى السيد وزير التعليم العالي و تكوين الأطر والبحث العلمي لحسن الداودي في ‹›سياسية الحكومة تجاه التعليم العالي ،مكامن الخلل و مكامن النجاعة››،في إشارة الى الموقف من الإصلاح التعليمي حيث لا يمكن أن يكون هناك إصلاح حقيقي للمنظومة التربوية والمتعلقة بالأساس بالتعليم العالي دون الرجوع إلى الطالب باعتباره (دينامو) الجامعة›› يقول انس بن الدرقاوي .و في إطار الحركية التي يعرفها القطاع الطلابي فقد تم تأسيس ‹›الجمعية المغربية لممثلي الطلبة ‹› التي تأسست منذ اشهر و التي تعنى بالتنسيق على المستوى الوطني لتوحيد الرؤى و المطالب لخدمة الطالب. وفي الأخير يختم انس بن الدرقاوي قائلا:›› إننا في القطاع الطلابي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية نعي جيدا بأن المرحلة الطلابية بمختلف حمولاتها وتحدياتها، لتشكل فثرة أساسية في حياة كل إنسان أتيحت له هذه الفرصة، لما توفره له من إمكانيات محددة في التكوين و صقل المواهب و ربط العلاقات. لذلك ينبغي الانهال منها أقصى المستطاع. كما ندرك بأن هذا الفضاء، فضاء الجامعة لمنطلق التفكير الحر و اكتساب المهارات و تعلم احترام الرأي الآخر. إنه صناعة المغرب المتقدم المتجدد››.