تعيش كلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان غليانا غير مسبوق، حيث قرر الطلاب مقاطعة الدروس، كما انطلقوا في اعتصام ومبيت ليلي داخل الحرم الجامعي، من أجل المطالبة بالزيادة في المنحة، وتعميم الاستفادة منها على جميع الطلبة، مع تعديل قانون الدورات الاستدراكية الخاصة بالامتحانات الخريفية والنقط الممنوحة خلالها. وعاينت «المساء» ليلة أول أمس، مبيت الطلبة داخل الكلية، تنديدا بتجاهل مطالبهم من طرف عمادة الكلية، حيث دخلت مقاطعة الدروس في الكلية أسبوعها الثالث وسط جو من الاحتقان والغضب داخل صفوف طلاب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذين يرفعون شعارات تندد بسياسة العميد التي وصفوها ب «الفاشلة»، والتي حسبهم، «تكرس دائما سياسة التماطل وعدم الاستجابة للمطالب المسطرة التي تعبر فيها الشريحة الطلابية عن معاناتها». ويشير الملف المطلبي للطلاب والتي تتوفر الجريدة على نسخة منه، إلى عدة نقط أساسية، من أبرزها قانون الاختبارات الاستدراكية، والنقط المنوحة للطلاب خلاله، والتي لا تتجاوز 10/20، مما يضيع على هؤلاء الطلاب الحصول على ميزة تؤهلهم لولوج معاهد علمية أخرى، كما يطالبون بتزويد المكتبة بالمراجع الكافية، والحواسيب، وتزويد فضاء الكلية بنظام «الويفي» للولوج إلى خدمة الشبكة العنكبوتية الأنترنت، حيث يستغرب هؤلاء كيف أن كلية للعلوم والأبحاث لا تتوفر على هذا النظام المجاني والذي لا يستغله سوى بعض المحظوظين بعد منحهم القن السري للولوج، مثلما يطالب المعتصمون بضرورة إخفاء أسماء الطلبة في أوراق الاختبارات خلال تصحيحها، والذي حسبهم يتنافى مع مبدأ الشفافية حيث يتعامل حينها الأستاذ المصحح مع هوية الطالب وليس مع ورقة الامتحان. ويتضمن الملف المطلبي لهؤلاء، تزويد القاعات والمدرجات بسبورات جديدة، عوض المتهالكة، وتزويد قاعات الدروس التطبيقية بالأجهزة الجديدة، مثلما يطالبون بتجهيز جميع مرافق الكلية، من ملاعب رياضية والمسجد، والمقصف الجامعي، مع تخفيض أثمانه التي تنهك جيوبهم، علاوة على الإسراع في صرف اعتمادات منحة طلبة الماستر، وتحديد معايير المنحة الاجتماعية. وكشف الطلاب في حديثهم مع «المساء» أنهم عقدوا جلسة للحوار مع عميد الكلية، دون الخروج بأي نتيجة، مؤكدين أن هذا المسؤول الإداري يصر على عدم الاستجابة للمطالب المسطرة التي أعلنت عنها الشريحة الطلابية. وأمام فشل الحوار قرر طلبة كلية العلوم تصعيد احتجاجاتهم التي وصلت حد المبيت الليلي داخل الكلية مع تهديدهم بالدخول في إضراب غير محدود عن الطعام، فيما من المرتقب يقول هؤلاء، تشكيل تنسيقية مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الحقوق بنفس الجامعة. من جهته أشار عميد الكلية في رده على مطالب الطلاب، والذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إلى أن إدارة هذا الأخير تبنت دائما الحوار، بهدف «حل المشاكل التي يطرحها الطالب «يقول العميد، مضيفا أن «هناك مشاكل محلية يمكن الاستجابة إليها، دون الوصول إلى مقاطعة الدروس أو الدفع إلى ذلك»، وهو ما ينتقده الطلاب مؤكدين تصعيد كل الأشكال النضالية. وفيما يخص النقط المستعجلة التي طرحها الطلاب ضمن ملفهم المطلبي، فقد رد العميد بالقول «إن الامتحانات تأجلت إلى ما بعد العطلة، نظرا للتعثر الذي حصل خلال هذا الشهر، بطلب من بعض الأساتذة». وندد الطلاب باختراق فضاء الحرم الجامعي من طرف أجهزة يصفونها بالمشبوهة، حيث عاينت «المساء» ليلة أول أمس حلقية لمحاكمة أحد العناصر التي تم ضبطها داخل فضاء الكلية خلال الاعتصام، مشيرين إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط مثل هذه الحالات التي تحاول اختراق وإفشال أشكالهم النضالية. في نفس السياق تشهد كلية الآداب والعلوم الإنسانية هذا الأسبوع وقفات احتجاجية متتابعة يقودها طلاب الجامعة بغية إصلاح أوضاعهم, وخاصة طلاب شعبة الدراسات الإسلامية، الدين يطالبون بإقرار إصلاحات جذرية تهم هذه الشعبة، حيث قاموا بتقديم عدة طلبات إلى المسؤولين عنها، من ضمنها اختيار المناهج العلمية المناسبة للطالب، وإعادة النظر في النقط المتحصل عليها في الامتحانات حيث لا يحصل الطلاب سوى على عشر نقط التي تخول لهم النجاح.