مازال مناضلو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إضافة إلى مجموعة من الطلبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، يخوضون أشكالا نضالية متعددة، تمثلت في الدخول في معركة مفتوحة من أجل استرجاع مكتسباتهم المشروعة، بدءا بمقاطعة شاملة للدراسة مرورا بتنظيم مسيرات واعتصامات أمام إدارة الكلية لتنتهي مساء يوم أول أمس بمحاصرة عميد الكلية بمكتبه لعدة ساعات، حيث اضطر هذا الأخير إلى الاستنجاد بالكاتب العام من أجل التدخل لفك الحصار عنه، وهو ما تم بالفعل بعد أن وعدوا الطلبة بفتح حوار معهم بقاعة المحاضرات. وكان ذلك، حسب تصريحات الطلاب، «مجرد حيلة للهروب منهم»، مما أثار شرارة وسط الكلية نتج عنها سخط واسع في صفوف الطلبة الذين قرروا «الدخول في مقاطعة شاملة والتهديد بسنة بيضاء» بعدما فضل هذا العميد التزام الصمت ونهج سياسة رفض الحوار. وتأتي هاته التصعيدات كنتيجة للتراكمات والمشاكل المتعددة التي تعرفها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، والتي تتفاقم يوما بعد يوم، في غياب واضح للإدارة، على حد قول الطلاب، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام على الموسم الجامعي الحالي، حيث وقعت مجموعة من الخروقات الإدارية، راح ضحيتها بشكل مباشر الطالب الجامعي أمام الإكراهات المادية التي تلقي بظلالها على التحصيل العلمي المتزامن مع فترة الامتحانات. ومن بين أخطر المشاكل التي تستهدف مسيرة الطلبة حرمانهم من المنحة التي لم تصرف لفائدتهم حتى اليوم نتيجة عدم تسجيلهم في الموسم الجامعي الجديد بدعوى وجود «خلل في النظام الرقمي للكلية»، كما يشير بعض الطلاب إلى أن «تأخير صرف المنحة إلى هذا الوقت يعد سابقة لم تشهدها الكلية منذ افتتاحها»، كما أن هذا التأخير كان سببا في حرمان العديد من الطلاب من متابعة دراساتهم الجامعية وفي انسحابهم من مدرجات التحصيل العلمي، في حين فضل آخرون الصمود ومكابدة الجوع والاعتصام داخل أجنحة الكلية، إضافة إلى مشكلة عدم تسليم شهادات دبلوم الدراسات الجامعية ودبلوم الإجازة للموسم الجامعي 2007/2008. وتشمل هاته المشاكل أيضا طلبة «الماستر» الذين قرروا الدخول أيضا في أشكال نضالية، احتجاجا على التأخر في صرف المنحة لهم. مثلما يعاني الطلبة في كل المسالك والشعب من التهديد بالطرد «لعدم استيفاء بعض الوحدات لمدة ثلاث سنوات»، كما ينص على ذلك الميثاق. ولعل ما شهدته جامعة عبد المالك السعدي بطنجة من اعتقالات واختطافات طالت مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب نتيجة للأوضاع المأساوية خير دليل على الأزمة الحقيقية التي تعرفها جامعة عبد المالك السعدي بصفة عامة، والتي أدت إلى خروج الطلبة إلى الشارع العام للاحتجاج والتنديد بالتدخل الأمني العنيف في حقهم. وهذا ما قرره الطلبة في حالة عدم الاستجابة لملفهم المطلبي، يؤكد أغلبيتهم. وقد تعذر على الجريدة الاتصال بعميد الكلية لمعرفة رأيه في اعتصامات واحتجاجات الطلاب، حيث ذكرت الكاتبة أنه يوجد خارج مكتبه.